أحدث قرار محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، بالاعتذار عن الترشح في الانتخابات المقبلة هزة كبيرة داخل البيت الأحمر، الرجل الذي ارتبط اسمه بالإنجازات الكروية والإدارية في السنوات الأخيرة أعلن أنه لن يخوض التجربة من جديد، مستندًا إلى أسباب صحية وضغوط متراكمة.
لكن في المقابل، فتح القرار بابًا واسعًا للتأويلات، إذ يرى البعض أن ما جرى قد يكون خطوة محسوبة ضمن لعبة انتخابية هدفها كسب تعاطف الجماهير ثم العودة لاحقًا بدعوى أنهم من طالبوه بالاستمرار.
الأسباب المعلنة والجدل المثار
الخطيب تحدث بوضوح في رسالته إلى الجمعية العمومية عن متاعب صحية تستلزم الراحة، بعد سنوات من العمل المرهق في إدارة نادٍ بحجم الأهلي، وأكد أن النادي سيظل في قلبه، وأن المرحلة المقبلة ربما تحتاج إلى وجوه جديدة تحمل الراية، ولكن هذه الرسالة لم تُقنع الجميع.
فمجلس الإدارة تحرك سريعًا، وعقد اجتماعًا عاجلًا رفض خلاله الأعضاء بالإجماع خطوة الخطيب، وأكدوا أن استمراره ضرورة لاستكمال المشاريع التي بدأت في عهده سواء في ملف الإنشاءات أو صفقات الفريق الأول.
أما على مستوى الجماهير، فقد انقسمت الآراء: فريق عبر عن حزنه وتقديره لقراره الصحي، وفريق آخر رأى أن الاعتذار مجرد تمهيد لسيناريو العودة بعد “ضغط الأعضاء والجماهير”.
قراءة في المشهد الانتخابي
المتابعون للمشهد يرون أن التوقيت لم يكن عشوائيًا، فالقرار جاء قبل أيام من انعقاد الجمعية العمومية، أي في توقيت حساس يتيح للخطيب قياس رد الفعل على خطوته، وإذا تصاعدت الحملات المطالبة بعودته، فسيظهر في موقع “المنقذ” الذي لم يكن ينوي الاستمرار لكنه استجاب لرغبة الأعضاء.
هذا السيناريو ليس جديدًا في الوسط الرياضي المصري، إذ لجأت إليه شخصيات سابقة لترسيخ مكانتها وتعزيز فرصها في الفوز، ومع غياب منافسين يملكون الكاريزما والشعبية نفسها، فإن الخطيب يظل صاحب الحظ الأوفر إذا قرر العودة بدعوى أن الجماهير هي من طلبته.
في المقابل، هناك من يرى أن الاعتذار قد يكون جادًا بالفعل، خاصة مع ما يتردد عن تراجع حالته الصحية مؤخرًا، وهو ما يجعل استمراره في قيادة الأهلي مخاطرة شخصية لا يفضلها، لكن حتى هؤلاء يتركون الباب مواربًا لاحتمال العودة، نظرًا للطبيعة العاطفية للعلاقة بين الخطيب والجمهور.
ماذا سيحدث؟
الأسابيع المقبلة وحدها ستكشف حقيقة ما يجري: هل يلتزم الخطيب بقراره ويغلق صفحة الانتخابات بشكل نهائي، أم أن الاعتذار كان ورقة ضغط محسوبة تعيده إلى الواجهة باندفاع شعبي أقوى؟ ما هو مؤكد أن اسم محمود الخطيب سيظل المحرك الأساسي للمشهد الأهلاوي في هذه المرحلة الحساسة، وأن الجمعية العمومية المقبلة ستكون لحظة فاصلة تحدد ما إذا كان الأهلي سيشهد تغييرًا في القيادة أم استمرارًا لأسطورته الإدارية.
0 تعليق