أسرار الأنهار القديمة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«ساي تيك ديلي»

منذ أن بدأ الإنسان محاولة فهم ماضي كوكب الأرض، ظل يربط بين وجود الحياة والنظام، وبين ظهور النباتات وانتظام الأنهار، وبين الخضرة والتوازن الطبيعي. لكن ماذا لو كانت الأنهار قد «تعلّمت» التعرج وحدها، دون أن ترشدها جذور الأشجار، أو تثبتها النباتات على ضفافها؟ هذا ما تطرحه دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون في جامعة ستانفورد، وجدوا أن الأنهار المتعرجة، وهي نمط معروف بجماله وانسيابيته، لم تكن وليدة العصر النباتي كما اعتقد العلماء لعقود، بل سبقت النباتات إلى الأرض بملايين السنين. وتعد هذه النتائج، التي نشرت في مجلة «ساينس» العلمية، تحدياً مباشراً لسردية مركزية في علم الجيولوجيا، طالما افترضت أن الأنهار المتعرجة لم تكن ممكنة إلا بعد تطور النباتات قبل نحو 500 مليون عام.
تقول الدراسة إن الأنهار، حتى في غياب الغطاء النباتي، كانت قادرة على التعرج، وترك بصمات رسوبية تشبه تلك التي تخلفها الأنهار الحديثة. ويُعد هذا الاكتشاف ذا أهمية بالغة، لأن شكل النهر ونمطه يتحكمان في حركة وتخزين الرواسب والمغذيات، بل ويؤثران في دورة الكربون والمناخ عبر العصور.
وقال الباحثون، إنهم يعيدون النظر في قصة طالما تم تدريسها كحقيقة في الجيولوجيا، حول كيف غيرت النباتات مظهر الأنهار وشكل المناظر الطبيعية.
اعتمد الفريق على تحليل صور الأقمار الصناعية لنحو 4500 منعطف نهري عبر 49 نهراً حول العالم. وقارنوا الأنهار التي تغطي ضفافها النباتات بتلك العارية منها، ليجدوا أن نمط ترسيب الرواسب لا يختلف بالضرورة، بل يعتمد على ميكانيكيات داخلية في تدفق المياه.
ويقول البروفيسور ماتيو لاب أوكتر، المؤلف المشارك في الدراسة: «إذا طبقنا المعايير الجيولوجية المستخدمة في تحليل الصخور القديمة على أنهار اليوم، سنصنّف كثيراً من الأنهار المتعرجة، التي نراها ونراقبها، بأنها مجدولة ( أي نهرية تتميز بكثرة الجزر التي تفصل باستمرار جريان الماء فيها)، وهو ما يناقض الواقع».
تأتي أهمية هذا الاكتشاف من تأثيره على فهم دورة الكربون على الأرض.

0 تعليق