عاجل

عقوبة للمشجعين الرياضيين - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
دائماً ما أكتب عن الآفات التي تعتري مجتمعنا وتمكنه من الاحتداد والتعصب، وأهم ركيزتين لا تزالان تسيطران على المزاج السعودي هما: الانتماء القبلي والانتماء الرياضي.

وفي اليومين الماضيين، ظهر التعصب الرياضي في أبشع صوره، فبعد مباراة ناديي النصر والأهلي ظهرت السخرية الفاقعة التي تستوجب المراجعة في بعض المواد الإعلامية المبثوثة بين جماهير الكرة.

والهجوم الضاري المشتت ظهر بين الفرق الأربعة المتنافسة للحصول على كأس السوبر، فقد طفحت سطحية التشجيع بحيث يمكن القول إن جمهورنا تحول إلى قوالب تشجيع بلا مضمون، وهذا يؤدي إلى الدفع بالإنسان لأن يكون مشوشاً في تشجيعه من غير إدراك، ونتيجة ذلك يتم توزيع الكره، وإشعال النفوس بعضها من بعض.

المشجع من خصاله الحماس من غير استدامة ذلك الحماس بعد انتهاء المنافسة، وإلا تحول الحماس إلى خصلة مشينة توزع الكره بين الجمهور حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.

ولو تتبعنا أفعالنا وتصرفاتنا سنجد هذا التعصب يتغلغل في أنفسنا ملمحاً سلوكيّاً لا أحد ينكره أو يتهم نفسه بأنه مشجع متعصب.

ومن المفاسد التي طالت ثلة من الجماهير وزرعت في أعماقهم الكره على فريق بعينه، أسلوب المقدم في كل شيء حتى إن أخطأ أو لم يكن جديراً بالفوز أو تفضيله على بقية الأندية أو تميزه بمشجعيه أو وضعه في مكانة عليا أو محاباة كل جهة رياضية لذلك النادي، أو قهر الأندية ومشجعيها بضرورة فوز نادٍ بعينه أو حمله على الرأس و(دهس) ما عداه.. عشرات التوصيفات التي يمكن أن يحظى بها فريق أو فريقان بعينيهما، هذا التميز يدفع بعض المشجعين إلى الاختصام وتبادل الكره.. وأول وصفة لتجفيف التعصب الرياضي المعاملة بالتساوي على الأقل قبل امتلاك رجال الأعمال لتلك الأندية..

ويبدو أن أي نادٍ بعينه حظى بمميزات تفضيلية يتحول إلى جرح في قلوب بعض مشجعي بقية الأندية، وأي إيلام لذلك الفريق يتحول إلى فرحة في بقية القلوب الجريحة من ذلك التفضيل.

وذلك التميز لنادٍ بعينه يشمل خارطة لمشجعين موزعين على خارطة الأندية (مغتاظين) من ذلك التميز..

وأعتقد أن القائمين على الرياضة في البلد (في الآونة الأخيرة) يدركون تماماً خطورة التعصب الرياضي والجنوح لإعطاء أي فريق ميزة عن بقية الأندية، ولا بد للإعلام الرياضي أن يبث روح التنافس، وليس روح التباغض والتشاحن..

واللافت أن ضخَّ الكراهية أصبح متعدد المصادر، فإن التزم المذيعون والإعلاميون الصحفيون بعدم إثارة النعرة التشجيعية؛ سواء كان ذلك بالتوجيه أو الوعي الإعلامي، فماذا عن بقية المصادر الباثّة للكره والفرقة، ويأتي هؤلاء من مواقع التواصل الاجتماعي. فما الوسيلة التي يمكنها الحد من كثافة الحقد والتباغض المبثوثة؟ أعتقد أن المهمة الرئيسة لتجفيف التعصب الرياضي تستوجب الانتباه لهؤلاء، سواء بالإرشادات لرفع مستوى وعيهم أو من خلال العقوبة الدافعة إلى تهذيب سلوكهم الرياضي.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق