من «آيفون» إلى الروبوتات.. «أبل» تمدُّ ذراعها نحو المستقبل - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ملخص بالذكاء الاصطناعي

تستعد «أبل» لخوض مغامرة جديدة في عالم التكنولوجيا، هذه المرة عبر ميدان الروبوتات...

تستعد «أبل» لخوض مغامرة جديدة في عالم التكنولوجيا، هذه المرة عبر ميدان الروبوتات، في محاولة للعثور على «المنتج الكبير التالي»، وذلك بعد سنوات من الاعتماد على نجاحات «آيفون» و«ماك» و«آيباد».

وفقاً لتقرير من وكالة «بلومبيرغ»، تعمل الشركة على تطوير ذراع روبوتية جديدة مزودة بشاشة تشبه الأجهزة اللوحية، إلى جانب دراسات لاستحداث روبوتات ذات عجلات أو حتى تلك الشبيهة بالبشر مستقبلاً.

من «هوم بود» إلى الروبوتات المنزلية

حتى الآن، ركزت جهود «أبل» في سوق المنازل الذكية على أجهزة صوتية مثل «هوم بود» ونسختها «ميني»، لكن الرهان على الروبوتات قد يعيد رسم استراتيجيتها. والتحدي الأكبر يتمثل في قدرة الشركة على دمج الذكاء الاصطناعي داخل منتجاتها بشكل يجعلها قادرة على الاستجابة للأوامر والتفاعل مع المستخدمين بصورة طبيعية.

ويرى بعض المحللين أن المشكلة ليست في الهاردوير أو التصميم، بل في الواجهة الصوتية التي ما زالت متأخرة مقارنة بمنافسين مثل «أمازون أليكسا» و«غوغل أسيستنت». فقد أشار بوب أودونيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة TECHnalysis، إلى أن نجاح أي روبوت منزلي من «أبل» سيعتمد بالكامل على مدى دقة التفاعل الصوتي.

تساؤلات حول «سيري»

تتزايد الانتقادات لـ«أبل» بسبب تأجيل إطلاق نسختها المعززة بالذكاء الاصطناعي من «سيري» حتى عام 2026.

ووفقاً لمارك غورمان من «بلومبيرغ»، تعمل الشركة على تطوير نسختين، واحدة تعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي داخلي، وأخرى تعمل عبر نماذج طرف ثالث، على أن تختار لاحقاً أيهما سيدمج داخل أجهزتها. لكن الجدول الزمني لا يزال غير واضح.

وعزز هذا التأخير الشكوك في شأن قدرات «أبل» في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في وقت تتسابق فيه شركات مثل «غوغل»، و«مايكروسوفت»، و«أمازون» لإطلاق تقنيات أكثر تقدماً.

الذراع الروبوتية.. ابتكار أم تجربة عابرة؟

أحد المشاريع التي كشفت عنها «أبل» مؤخراً يُعرف باسم «إليغنت» ELEGNT، وهو ذراع روبوتية بتصميم يشبه المصباح، مزودة بجهاز عرض يمكن أن يعمل كمصدر إضاءة أو كوسيلة لبث الفيديوهات. اللافت في هذا النموذج أنه يحاكي «العاطفة» في حركته اللطيفة نوعاً ما، يمكن أن ينحني وكأنه يشعر بالحزن، أو يمرر كوب ماء برفق لتذكير المستخدم بضرورة الشرب والترطيب.

تستجيب هذه الذراع للأوامر عبر الصوت أو الإيماءات، ما يجعلها أقرب إلى «رفيق منزلي» وليس مجرد جهاز تقني جامد. ويصف محللو «غارتنر» هذه الفكرة بأنها محاولة من «أبل» لإعادة إحياء «سيري» وإعادة الشركة إلى قلب سباق الذكاء الاصطناعي.

استحواذات محتملة

يرى خبراء الصناعة أن «أبل» لا تستطيع النجاح وحدها في هذا المجال من دون الاستحواذ على شركات متخصصة في الروبوتات. وقال باتريك مورهد، الرئيس التنفيذي لشركة «مور إنسايتس آند استراتيجي»: «لا أستطيع أن أتخيل نجاح أبل في الروبوتات من دون صفقة استحواذ، فهذا المجال ليس جزءاً من كفاءتها ولا اختصاصاتها الأساسية».

لكن حتى مع هذه التوقعات، لا يزال السؤال المطروح: هل تعتبر النماذج التجريبية مثل الذراع الروبوتية «روبوتاً» فعلياً؟ يرى محللون أن الروبوت الحقيقي يجب أن يكون جهازاً متنقلاً، سواء عبر عجلات أو أرجل، وهو ما يتطلب وقتاً طويلاً قبل أن يصبح منتجاً عملياً.

زحمة المنافسين

إن الرهان على الروبوتات المنزلية لا يزال غير مضمون. وباستثناء المكانس الذكية مثل «رومبا»، لم يتحول أي روبوت منزلي إلى منتج جماهيري واسع الانتشار. نعم، لقد طرحت «أمازون» Astro، وهو حل أمني للشركات الصغيرة والمتوسطة يجمع بين الروبوتات والأمن والذكاء الاصطناع، لكنه بقي محدود الوصول ضمن برنامج تجريبي، ولم يصبح ذاك المنتج الضروري. ومع هذا، تتمتع «أمازون» بأفضلية خبرتها في الروبوتات الصناعية داخل مستودعاتها العملاقة.

إلى جانب «أمازون»، تعمل شركات مثل «مايكروسوفت»، و«ميتا»، و«إنفيديا»، وحتى «تيسلا» على تطوير تقنيات أو منتجات في مجال الروبوتات، ما يعني أن «أبل» ستواجه منافسة شرسة حال قررت دخول السوق.

تحاول صانعة آيفون أن تقدم للعالم ابتكاراً جديداً بعد أن فقدت وهجها كمحرك رئيسي للثورات التكنولوجية في العقد الأخير. لكن نجاحها في مجال الروبوتات سيعتمد بدرجة كبيرة على قدرتها في سد فجوة الذكاء الاصطناعي التي تعانيها، سواء عبر تطوير أدواتها الحالية، أو من خلال استحواذات استراتيجية تعزز خبرتها.

وبينما يتطلع المستهلكون إلى منتجات تجعل حياتهم أسهل وأكثر ذكاءً، يتكشف أمامنا سؤال مهم، هل سيكون روبوت «أبل» القادم الخطوة الكبيرة التالية للشركة، أم مجرد تجربة أخرى تُضاف إلى سجل ابتكاراتها غير المكتملة؟

0 تعليق