عاجل

آرثر هيلبرون.. من هارفارد إلى قمة إمبراطورية شانيل - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة هادئة، تعكس أسلوب عائلة شانيل الشهير بالكتمان، تم تعيين آرثر هيلبرون، البالغ من العمر 38 عاماً، في منصب رفيع داخل شركة «موس بارتنرز» «Mousse Partners»، الذراع الاستثمارية التي تدير ثروة عائلة «فرتهايمر» المالكة لدار الأزياء الفرنسية العريقة «شانيل»، وهذه الثروة تقدر بنحو 90 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في عالم الرفاهية.
آرثر، الحاصل على شهادة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من «جامعة بنسلفانيا» في عام 2008، وماجستير في إدارة الأعمال من كلية «هارفارد للأعمال» في عام 2014، بدأ مسيرته المهنية في مجموعة «غولدمان ساكس» قبل أن ينضم إلى أعمال العائلة. وقد تدرج في المناصب داخل «موس» منذ عام 2019، حتى أصبح هذا العام مديراً للشركة القابضة التابعة لها في لوكسمبورغ.
روابط عائلية متجذرة في تاريخ شانيل
آرثر هو ابن تشارلز هيلبرون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «موس» منذ عام 1991. وتشمل جذوره العائلية ارتباطاً مباشراً بعائلة «فرتهايمر»، حيث إن عميه غير الشقيقين، ألان وجيرار فرتهايمر، هما الوارثان الرئيسيان للدار الفاخرة.
وتعود العائلة بجذورها إلى بيير فرتهايمر، الشريك التجاري ل غابرييل «كوكو» شانيل، واللذَين أسسا معاً «عطور شانيل» وأطلقا العطر الأيقوني «شانيل رقم 5» الذي تحول إلى أسطورة في عالم الأزياء والجمال.
ثروة موزعة وأسلوب إدارة متحفظ
ووفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، يملك كل من ألان وجيرار فيرتهايمر ثروة تقدر ب 45 مليار دولار، ما يجعلهم ضمن أثرى العائلات الفرنسية. ورغم هذه الضخامة، تتبنى العائلة نهجاً شديد التحفظ. فقد صرح جيرار سابقاً: «نحن عائلة متحفظة للغاية، لا نتحدث أبداً للإعلام».
تعمل شركة «موس»كمكتب عائلي أشبه ب«وقف خاص» لإدارة الإمبراطورية، وتستثمر في قطاعات متنوعة تشمل: العقارات والأسواق المالية، والاستثمارات المباشرة في الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر، وشركات ناشئة مثل «برايت سايد هيلث» و«براندتك غروب»و«هارمليس هارفست»و«أيفولفدباينيتشر»و«ثيرتي ماديسون».
كما تستثمر في الموضة والرفاهية، حيث انضمت العام الماضي إلى استثمار مشترك مع وريثة لوريال في علامة«ذا رو» للأزياء الفاخرة، بالإضافة إلى قطاعات النشر والإعلام الفرنسي منذ عقود.
كما تمتلك الشركة حضوراً دولياً من خلال مكاتبها في هونغ كونغ وبكين، إضافة إلى مقراتها قرب«سنترال بارك» في نيويورك.
إشارات إلى خطط الخلافة
إن تولي آرثر هيلبرون هذا المنصب يشير إلى بداية عملية انتقال الأجيال داخل واحدة من أكثر العائلات ثراءً وغموضاً في العالم. وبينما اختار بعض أبناء العائلة مسارات خاصة مثل ديفيد فرتهايمر الذي أسس صندوقاً استثمارياً خاصاً، فإن الدور الجديد لآرثر يعكس رغبة العائلة في الحفاظ على استمرارية الإدارة الرصينة للثروة بعيداً عن الأضواء.
حضور في كبرى المؤسسات المالية
وإلى جانب دوره في«موس»، يشغل آرثر منصب رئيس مشارك للاستثمار المباشر في الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر بالشركة، كما عُيّن عام 2023 في المجلس الإشرافي لمجموعة«روتشيلد»، بعد أن ساهمت «شركة موس» في إحدى أكبر صفقاتها عبر المشاركة في خصخصة البنك العريق بالتعاون مع عائلات فرنسية أخرى.
ثروة مستمرة في النمو
رغم السرية التي تحيط بأنشطة «موس» في جزر كايمان، إلا أن صفقاتها الممتدة من «وول ستريت» إلى الموضة الفاخرة تعكس كيف تحافظ عائلة «شانيل» على مضاعفة ثروتها عبر التنويع والابتعاد عن الاعتماد المباشر على أعمال الدار.
وبهذا التعيين، يبدو أن آرثر هيلبرون أصبح الواجهة الجديدة لجيل يسعى إلى حماية إرث كوكو شانيل مع تطويره في عالم استثماري سريع التغير، ليضمن استمرار نفوذ العائلة لسنوات قادمة.

0 تعليق