البشري وحتمية مجلس حكماء الجامعة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ليس من اليسير العثور على الشخصيات القيادية أو صناعتها، فليس بالممارسة فحسب تصنع الشخصية القيادية، وليس بالدراسة والتعليم وحدهما تتشكّل الشخصية القيادية، بل الاستعداد الفطري والتربية الاجتماعية، بجانب الممارسة والتجربة الميدانية والتعليم الجاد، على ما يبدو، هي ما تجعلنا أمام شخصية قيادية أكاديمية قليلاً ما تتكرر، إلا في ظروف استثنائية.

من عاشوا تجربة معالي الدكتور إسماعيل بن محمد البشري رئيساً لجامعة الجوف، ومن عايشوا تلك المراحل من أساتذة وإداريين وحتى طلبة يدينون لتلك المرحلة بكثير من التقدير والشغف والحنين، تلك المرحلة التي صبغت ما بعدها من مسيرة جامعة الجوف وكل من عاصروا تلك التجربة خصوصاً من لا يزال يعمل في الجامعة.

لقد نجح في تأسيسه وإدارته وتشغيله مع فريقه لجامعة الجوف؛ بسبب رؤيته الواضحة وقدرته الإنسانية العادلة على إدارة فريقه العامل معه باحترام وعدالة ومهنية دون تمييز وبثقة وإنسانية. يُذكر الدكتور البشري كثيراً بقدرته على اتخاذ القرارات دون مماطلة أو تسويف، ويتمتع بحضور مؤثر في التواصل الفعّال والمباشر، ولا يتوارى عن التواصل والرد على أي استفسارات، وكل من عمل بجانبه لمسوا مرونةً عاليةً في مواجهة التحديات والصعوبات.

سمعت كثيراً عن هذا الرجل، وجمعتني به بعض المناسبات خلال السنوات الماضية، لكن ما دفعني لتناول هذه القامة في هذا المقال هو أنني كنت في ضيافته بمنزله الكريم منذ ثلاثة أيام مع بعض زملائه المسؤولين في جامعة الجوف، ومنهم الدكتور بندر الشمري، والدكتور جميل اليوسف، والمهندس عثمان السبيلة، حيث يلفت انتباهك أمران اثنان: كمية ونوعية الجوائز والشهادات والتكريمات والميداليات التي تغص بها الأرفف، كما يلفت انتباهك حجم البساطة والتقدير المتبادل والأريحية المتناهية التي تسود العلاقة بين الدكتور البشري وزملائه في الجامعة عند الحديث عن ذكريات مرحلة تأسيس وإقامة مباني الجامعة حينذاك وبشيء من الفكاهة والتندّر أحياناً على بعض المواقف والقصص الكثيرة والكبيرة والصعبة أحياناً.

يمكن ملاحظة حجم تحفيزه لأعضاء فريقه من مديري الإدارات من خلال طبيعة العلاقة بينهم إلى الآن، خاصة أن الفترة التي رأس فيها جامعة الجوف هي فترة تأسيس الجامعة مع عدد من الجامعات الفتية الناشئة في المملكة وما تطلبه ذلك من عمل ميداني وتنقلات إلى ما هنالك من صعوبات.

تُعد جامعة الجوف بالنسبة لتجربة الدكتور البشري ومسيرته العملية محطة ضمن سلسلة طويلة من المحطات التي سبقتها والتي لحقت بها والتي يصعب استعراضها هنا، وقد تكون رئاسته لجامعة الشارقة تستحق التوقف عندها، لكن ما يهمني هنا هو الحديث عن المواصفات القيادية التي يتمتع بها سابقاً وحالياً، ما يجعلني أشير لبعض إنجازاته في جامعة الجوف ولأهل المنطقة وخلال رئاسته لجامعة الجوف التي منها: تأسيس معهد البحوث والدراسات الاستشارية، ومركز النشر العلمي، ومركز الابتكار وريادة الأعمال، ومركز تنمية المهارات، ومركز أبحاث الزيتون، ومركز الطاقة المستدامة بجانب إنشاء المكتبة المركزية.

من هنا، أتساءل: كيف لا يكون لهذا الرجل القيادي الأكاديمي المخضرم حضور في مجلس حكماء أو مجلس أمناء جامعة الجوف مع غيره من القيادات الوطنية ذوي الفكر الإستراتيجي؟ لماذا لا تستفيد جامعة الجوف من هذه العقلية وهذه التجربة العريقة والراسخة التي نجد بصماتها إلى الآن في جامعة الجوف ومراكزها البحثية وكلياتها ومنشآتها؟

إنني بقدر ما أستغرب، أنادي بضرورة ألا نزهد وألا نفرط بخبرات الأكاديميين ممن لديهم الكثير من الرصيد الفكري والأكاديمي والإداري والتنموي والقدرات الهائلة على استمرار التطوير وتوجيه التغيير وضبط بوصلة المستقبل لجامعة الجوف وكافة الجامعات وكل مؤسسات التطوير والتغيير.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق