وتُعد زمن الاستجابة من العناصر الفعّالة في إنقاذ حياة المرضى والمصابين؛ فالتصرُّف السريع والمدروس يمكن أن يوقف نزيفاً، أو يعيد تنفساً متوقفاً، أو يمنع أزمة من التحول إلى مأساة. من هنا جاء هذا اليوم ليُعزز أربعة أهداف أساسية: رفع الوعي بأهمية الإسعافات الأولية، التوعية بأهم الحوادث المنزلية والخارجية وكيفية التعامل معها، التشجيع على تعلُّم مهارات الإسعافات الأولية لكافة أفراد المجتمع، والتعريف بالجهات التي تقدم الدورات المعتمدة في هذا المجال.
الأرقام العالمية تعكس حجم الحاجة الملحّة؛ ففي عام واحد فقط توفي 475 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب السكتة القلبية، بينما تحدث أكثر من 350 ألف حالة سكتة قلبية خارج المستشفيات كل عام، في حين أن 55% من العاملين لا تتوفر لهم إسعافات أولية في أماكن عملهم. هذه الحقائق تؤكد أن غياب المهارة والمعرفة يضاعف من حجم الكارثة، وأن التوعية يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح.
إن المسعف الأولي هو طوق النجاة بعد الله سبحانه وتعالى، فالقدرة على التدخل الفوري تعني حماية الأرواح وتقليل الخسائر. ومن الضروري وجود حقيبة إسعافات أولية في كل منزل، لكن الأهم أن نتعلم جميعاً كيفية استخدامها في مختلف المواقف الحرجة؛ فاليوم العالمي للإسعافات الأولية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل دعوة مفتوحة لبناء مجتمع واعٍ، مدرَّب، وأكثر قدرة على مواجهة الطوارئ بفاعلية ومسؤولية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق