تستثمر هيئة قناة بنما مليارات الدولارات في جسر بري، وخط أنابيب للغاز الطبيعي، وسد جديد لتأمين إمدادات المياه والحفاظ على حركة التجارة العالمية في ظل تفاقم موجات الجفاف.
بعد جفاف تاريخي شلّ حركة السفن، تُطلق هيئة قناة بنما مشاريع بنية تحتية طموحة لتأمين مستقبل القناة. بين أواخر عامي 2022 و2024، فرض انخفاض قياسي في منسوب المياه قيودا على حركة السفن، وخفّض عدد المرور يوميا، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 29% في حركة السفن - بما في ذلك انخفاض بنسبة 66% في شحنات الغاز الطبيعي المسال.
تعتمد القناة، التي تستهلك ضعفين ونصف استهلاك مدينة نيويورك من المياه، اعتمادا كليا على هطول الأمطار. في سنوات الجفاف، يُترجم انخفاض منسوب المياه إلى عدد أقل من عمليات النقل، وارتفاع التكاليف، واضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية.
مشروع «الجسر البري»
لجعل القناة أكثر مرونة، تقود شركة ACP مشروع جسر بري بمليارات الدولارات، يشمل:
- خط أنابيب للغاز الطبيعي - لنقل غاز البترول المسال والإيثان والبيوتان والبروبان من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، متجاوزا القناة، ومُحسّنا موثوقية الشحنات الحساسة زمنيا.
- محطات موانئ جديدة - على ساحلي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مُصممة لمناولة الحاويات والبضائع القابلة للدحرجة.
- طريق بري - يربط الساحلين ويُحسّن كفاءة الخدمات اللوجستية.
يقول ريكاورتي فاسكيز، مدير القناة، إن المشروع يُمثل استجابة مباشرة لطلب شركات الطاقة على خدمات توصيل موثوقة. وصرح فاسكيز لشبكة «سي إن بي سي»: «قررنا إنشاء جسر بري يُكمّل الممر المائي»، مُشيرا إلى أن اليابان - أكبر مُشتر لهذه المنتجات - كانت أول من أعلن عن المشروع.
سد ريو إنديو
إلى جانب الجسر البري، وافقت دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ على بناء مشروع سد ونفق ريو إنديو بتكلفة 1.6 مليار دولار لإضافة مياه إضافية إلى بحيرة جاتون، خزان المياه العذبة الذي يغذي القناة.
تاريخ بدء البناء: 2027
تاريخ الانتهاء: 2032
تفاصيل التكلفة: سيُخصص 400 مليون دولار لتعويض ونقل 2500 من السكان الذين ستغمر قراهم المياه بسبب المشروع.
في حين أن أهوسة نيو-باناماكس الجديدة تُعيد تدوير 60% من المياه في كل عبور، فإن الأهوسة القديمة لا تزال تفقد ما بين 50 و52 مليون جالون من المياه العذبة في كل عبور، مما يجعل إمدادات المياه الإضافية بالغة الأهمية.
سباق مع الزمن
لن يُنجز أيٌّ من المشروعين قبل حدوث ظاهرة النينيو التالية، والمتوقعة في عام 2027. قد تكون بعض مكونات الجسر البري جاهزة للعمل بحلول ذلك الوقت، لكن خط الأنابيب لن يكون جاهزا قبل عامي 2030 و2031.
في غضون ذلك، تواصل بعض شركات الشحن تجنب القناة تماما، مفضلةً المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح في افريقيا. وتأمل شركة ACP أن تُعيد بنيتها التحتية الجديدة الثقة بموثوقية القناة، وأن تجذب مجددا ناقلات الغاز الطبيعي المسال والبضائع السائبة الجافة.
أهمية محورية
تُعدّ قناة بنما محوريةً للتجارة العالمية، إذ تُناول بضائع بقيمة 270 مليار دولار سنويا، وتُمثّل الولايات المتحدة 73% من إجمالي حركة المرور عبر القناة. لذا، فإن الحفاظ على أدائها وقدرتها على الصمود أمرٌ بالغ الأهمية ليس فقط لاقتصاد بنما، بل لانسيابية حركة البضائع في جميع أنحاء العالم.
0 تعليق