لذا نأمل استخدام أحدث التقنيات والأساليب لحماية الركاب ، ففي عالم لم يعد يأمن من التهديدات يصبح التساهل في هذه التفاصيل أشبه بترك باب البيت مفتوحًا على مصراعيه في حي مزدحم...
والأمر قد يبدو للبعض تسهيلًا وانسيابية في الحركة لكنه في العمق يحمل مخاطر حقيقية في عالم لم يعد يأمن من التهديدات...
النظر إلى شبكات القطارات في أوروبا وآسيا وحتى الدول المجاورة يظهر أن التدابير الأمنية ليست عائقًا بل ضرورة، ففي فرنسا كل حقيبة يمكن أن تخضع للتفتيش المفاجئ، وفي إسبانيا محطات القطار السريع مزودة بإجراءات مشابهة لمطارات مصغرة، وحتى في الإمارات القطارات والمترو تمر عبر بوابات وكاميرات ذكية لا تترك مجالًا للصدف.. فكيف لا نطبّق ما يوازيه أو يفوقه في قطار يخدم أطهر بقاع الأرض وأكبر حشود موسمية في العالم...
التحدي ليس في الاختيار بين الأمن والانسيابية بل في الجمع بينهما وهو أمر ممكن إذا ما وُظّفت التكنولوجيا الحديثة، فالبوابات الإلكترونية الذكية المرتبطة بالهوية الوطنية والأجهزة المتطورة لمسح الأمتعة والدوريات الأمنية المرئية والخفية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الحشود وتحليل السلوك غير المعتاد كلها حلول قادرة على تحقيق الطمأنينة دون المساس بسهولة الحركة...
قطار الحرمين ليس مجرد مشروع نقل بل رمز حضاري يُفترض أن يوازي في دقته وأمانه قدسية الطريق الذي يسلكه.
أخبار ذات صلة
0 تعليق