في يوم يزدحم بالأحداث على المستويين الداخلي والخارجي، تصدرت مشاهد الحرب في دارفور وما رافقها من أزمات إنسانية المشهد السوداني، فيما برزت تحولات سياسية مهمة مع انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء في الخرطوم واستعداد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تواصلت التداعيات المرتبطة بالصراع السوداني من خلال تحركات عسكرية، ومواقف إنسانية، ومبادرات لإعادة الإعمار، في وقت يشهد فيه الداخل السوداني أزمات معيشية وصحية متزايدة.
المشهد الميداني في دارفور
شهدت مدينة الفاشر معركة ضارية استمرت لساعات طويلة، بعد هجوم واسع شنته مليشيا الجنجويد مدعومة بعناصر أجنبية قُدّر عددهم بـ1200 مقاتل، من جنسيات كولومبية وأوكرانية، إلى جانب خبراء في تشغيل المسيّرات والمدافع الثقيلة.
وفي تطور إنساني خطير، أطلقت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك نداءً عاجلًا للمنظمات الدولية للتدخل من أجل دفن عشرات الجثث الملقاة على الطريق الرابط بين طويلة والفاشر.
كما شهدت مدينة كاس غربي نيالا حادثة صادمة، حيث نهبت عناصر من المليشيا طرفًا صناعيًا من أحد المعاقين لتركيبه لأحد مقاتليهم.
وفي شمال دارفور، حذّر برنامج الأغذية العالمي من نفاد الوقت أمام العائلات المتضررة، مؤكدًا تضاؤل الخيارات الإنسانية.
السياسة السودانية والتحولات الداخلية
انعقد أمس أول اجتماع لمجلس الوزراء السوداني بالعاصمة الخرطوم، في خطوة وُصفت بأنها تأكيد على عودة مؤسسات الدولة الاتحادية لمباشرة مهامها من داخل العاصمة.
المفوض العام لتنظيمات العمل أقرّ بتأثير الحرب على النقابات، لكنه أكد وقوفها خلف القوات المسلحة، فيما علّق السياسي الإعيسر قائلًا إن "كذبة حكومة بورتسودان أُلقيت في مزبلة التاريخ".
إلى ذلك، أعلن الفريق البرهان مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيلقي خطاب السودان يوم 23 سبتمبر المقبل.
قضايا إنسانية وصحية
أفادت تقارير بوفاة ستة مواطنين بينهم أطفال بسبب الجوع والتسمم الناتج عن تناول الأمباز.
وفي الخرطوم، أعلن وزير الصحة عن تخصيص 4.5 مليون دولار لحملة رش جوي لمكافحة حمى الضنك.
كما أثارت ظاهرة انتشار الفئران الميتة في ولاية الجزيرة قلق الأهالي وتساؤلات حول أسبابها.
الاقتصاد والتنمية
تستعد ولاية نهر النيل لافتتاح مشروع "زادي 1" الزراعي بمساحة مليون فدان، فيما وقّعت ولاية سنار عقدًا مع شركة جياد لتصنيع 25 ألف وحدة إجلاس للمدارس.
وفي المقابل، أثارت إدارة مشروع الجزيرة جدلًا بعد فرض رسوم جديدة على المزارعين لموسم 2025–2026 بواقع 25 ألف جنيه للفدان.
التطورات الإقليمية والدولية
كشف الناشط الجيوسياسي ريتش تيد عن عمليات سرية لنقل جرحى مليشيا الدعم السريع إلى جنوب السودان، عبر طائرة سيسنا مسجّلة باسم ET-BAF، حيث تلقوا العلاج بمستشفى ملوك النيل بجوبا، ما اعتُبر انتهاكًا جديدًا للسيادة السودانية.
وفي تشاد، اعتقلت السلطات القيادي "بقال" بعد إعلان تسليمه نفسه للجيش، وسط جدل حول احتمال عودته إلى السودان.
على صعيد آخر، منعت الإمارات سفينة محمّلة ببترول سوداني من الرسو في ميناء الفجيرة.
أنشطة رسمية وسياسية
قدّم البرهان واجب العزاء في شهداء الهلالية، فيما عاد تلفزيون السودان للبث من أمدرمان بعد انقطاع دام أكثر من عامين.
وفي الشمالية، دشّنت حكومة الولاية متحركًا عسكريًا جديدًا باسم "الشهيد إسماعيل بلال" لاسترداد منطقة المثلث من المليشيا.
كما وصل وزير المالية جبريل إبراهيم إلى الدوحة والتقى نظيره القطري، بينما احتضنت القاهرة جلسة عمل حول إعادة إعمار السودان برعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
0 تعليق