مع دخول الحرب الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ 696، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي مع إعلان الأمم المتحدة رسميًا عن المجاعة، وتصاعد حصيلة الشهداء جراء القصف المستمر واستهداف طالبي المساعدات.
وفي موازاة ذلك، يلوح الاحتلال بتهديدات لاغتيال قادة حماس في الخارج، بينما تتكشف ملامح خطة أمريكية لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
حصيلة دامية والمجاعة تفتك بالقطاع
تواصل فرق الإغاثة والمصادر الطبية في غزة تسجيل أرقام مفزعة لضحايا الحرب، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء إلى 63,459، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما وصلت حصيلة الإصابات إلى 160,256 منذ السابع من أكتوبر 2023.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، استقبلت المستشفيات 88 شهيدًا و421 مصابًا.
وتكشف الأرقام عن مأساة إضافية تتمثل في استهداف الباحثين عن الطعام، حيث بلغ إجمالي "شهداء لقمة العيش" الذين وصلوا إلى المستشفيات 2,248 شهيدًا، منهم 30 خلال الساعات الماضية.
تتزامن هذه الأرقام مع أزمة التجويع الممنهج التي أدت إلى وفاة 339 شخصًا بسبب سوء التغذية، بينهم 124 طفلاً، وفقًا للمصادر الطبية التي سجلت 7 حالات وفاة جديدة خلال يوم واحد.
الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسمياً
في تطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أعلنت الأمم المتحدة وشركاؤها عبر "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC) عن وقوع المجاعة فعليًا في محافظة غزة.
وحذر التقرير من أن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون ظروفًا "كارثية"، وهي المرحلة الخامسة والأشد من انعدام الأمن الغذائي، والتي تعني تفشي الجوع الحاد والموت.
ويتوقع التصنيف أن تمتد المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر، مع وجود 1.07 مليون شخص آخرين في مرحلة "الطوارئ"، مما يضع غالبية سكان القطاع على حافة الهاوية.
تصعيد الاحتلال: تهديد باغتيال قادة حماس بالخارج
على الصعيد العسكري والسياسي، صعّد الاحتلا الإسرائيلي من لهجته، حيث توعّد رئيس أركان جيش الاحتلال ،إيال زامير، بالوصول إلى قيادات حركة حماس المقيمة في الخارج.
وجاءت تصريحات زامير، التي نقلتها وسائل إعلام عبرية ووصفتها بأنها "ليست عبثية"، عقب إعلان تل أبيب عن اغتيال من قالت إنه الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة.
وأكد زامير أن الجيش سيعمل على "تعميق القتال" داخل مدينة غزة، مما يشير إلى نية بتوسيع العمليات العسكرية في الفترة المقبلة.
وبحسب تقديرات الاحتلال، فإن معظم القيادة السياسية لحماس تنشط من خارج القطاع، وتحديدًا من قطر وتركيا.
خطة أمريكية لـ "اليوم التالي": غزة "ريفييرا" تحت وصاية أمريكية؟
في سياق متصل، كشفت تقارير صحفية عن تداول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خطة مفصلة لمستقبل غزة بعد الحرب، تحمل اسم "صندوق إعادة بناء غزة والتسريع الاقتصادي والتحول" (GREAT).
ووفقًا للخطة المكونة من 38 صفحة، يُقترح تحويل القطاع إلى ما يشبه "ريفييرا الشرق الأوسط" عبر وضعه تحت وصاية أمريكية لمدة 10 سنوات على الأقل. وتشمل المقترحات الأكثر إثارة للجدل ما يلي:
نقل مؤقت للسكان: إما عبر "رحيل طوعي" إلى دول أخرى أو إلى مناطق آمنة ومقيدة داخل القطاع أثناء فترة إعادة الإعمار.
حوافز مالية للمغادرة: سيُمنح كل فلسطيني يختار المغادرة مبلغ 5000 دولار، بالإضافة إلى دعم لتغطية تكاليف الإيجار والطعام لسنوات.
تمويل من القطاع الخاص: تزعم الخطة أنها لن تعتمد على تمويل حكومي أمريكي، بل على استثمارات خاصة في "مشاريع ضخمة" كمنتجعات سياحية ومصانع تكنولوجيا متقدمة، مع وعود بعوائد استثمارية مرتفعة.
ورغم أن الخطة لم تُعتمد رسميًا، إلا أنها تأتي في سياق اجتماعات عقدها ترامب مع شخصيات بارزة مثل جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لمناقشة مستقبل القطاع، مما يمنحها ثقلاً سياسيًا ويعكس تفكير الإدارة الأمريكية بشأن "اليوم التالي" للحرب.
0 تعليق