سحب الدخان والغبار تخيم على مدينة غزة بعد الشروع بتدمير الأبراج - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


سادت مدينة غزة، أمس، حالة من القلق والذعر، صاحَبها حركة نزوح كبيرة وواسعة من الأبراج والبنايات المرتفعة، بعد إعلان الاحتلال عن البدء بعملية عسكرية واسعة لتدمير وقصف البنايات المرتفعة، كبداية لعملية احتلال ما تبقى من مدينة غزة.
واستهل الاحتلال عمليته الجديدة، ظهر أمس، بتدمير برج مشتهى المكون من 14 طابقاً، والواقع وسط حي الرمال المزدحم بالسكان والنازحين.
وقبيل عملية قصف البرج اضطرت مئات العوائل النازحة والمقيمة في البرج وحوله، خاصة في مخيم الكتيبة للنازحين المجاور، إلى مغادرة المكان والابتعاد مئات الأمتار لتجنب الإصابات.
وقصفت طائرات الاحتلال البرج على مرحلتين، تم استهداف الطابق الأخير في المرحلة الأولى ثم باقي طوابق البرج بعد ربع ساعة.
وشوهد المواطنون ينزحون ويخلون الأبراج المرتفعة في مدينة غزة وسط حالة من الذهول والصدمة، لعدم وجود بدائل في ظل اكتظاظ المدينة بمئات آلاف المواطنين الذين نزحوا من محافظة شمال غزة والمناطق والأحياء الشرقية لمدينة غزة التي دمرها الاحتلال، ويسيطر عليها منذ خمسة أشهر.
كما نزح وغادر النازحون في الخيام الواقعة في محيط الأبراج المرشحة للقصف إلى المجهول، وسط مناشدات للعالم التدخل لوقف العدوان.
واصطحبت إيمان مسعود النازحة في محيط في أحد الأبراج وسط مدينة غزة أبناءها الصغار، وغادرت المكان باتجاه منطقة سكنية تخلو من البنايات المرتفعة.
ولم تخفِ مسعود قلقها الشديد من تداعيات قصف الأبراج المرتفعة التي تتواجد غالبيتها في وسط وغرب مدينة غزة.
وبعد عشر دقائق من قصف الاحتلال برج مشتهى سادت حالة من البلبلة منطقة حي الرمال الشمالي، وسط حالة نزوح شديدة وكثيفة بعد إنذار الاحتلال بإخلاء برج الرائد في المنطقة تمهيداً لقصفه.
ونزح المواطنون باتجاه منطقة الصحابة المجاورة احتماءً من ردم وركام البرج الواقع في منطقة مرتفعة، تطل على منطقة الصحابة المنخفضة نسبياً.
وسمع صراخ النساء والأطفال الذين هرعوا من المكان، خاصة النازحين في كلية غزة المجاورة تماماً للمبنى. وترك المواطنون أمتعتهم وغادروا الكلية على عجل، كما هو الحال مع المواطن أيمن أبو عيشة النازح في المنطقة منذ مطلع شهر نيسان الماضي، الذي قال: الوضع أصبح صعباً جداً وقاسياً، ولا يمكن احتماله مع تصاعد وتيرة العدوان وقصف البنايات المرتفعة.
ويخشى أن يكون النزوح الحالي هو الأصعب والأقسى بسبب ارتفاع أعداد النازحين بسبب فقدان الكثير من المواطنين مساكنهم.
وأعاد قصف الأبراج الى الأذهان حرب الأبراج التي شنتها قوات الاحتلال في نهاية حربي عام 2014 و2021، وكذلك مطلع الحرب الحالية التي دمرت خلالها قوات الاحتلال مئات الأبراج والبنايات المرتفعة.
واضطر الكثير من النازحين الجدد إلى النزوح لمناطق محافظتي دير البلح وخان يونس، وسط ازدحام شديد في الشوارع المؤدية الى المحافظتين.
ويترقب المواطنون ما ستسفر عنه الأيام القادمة بعد إعلان الاحتلال البدء بعملية قصف الأبراج والبنايات المرتفعة، تمهيداً لعملية احتلال مدينة غزة، التي أعلن الاحتلال نيته تنفيذها خلال الأيام القادمة، بما يشكل احتلال غرب ووسط المدينة التي تضم أحياء الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين والدرج والشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ، بعد احتلاله أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون ونصف حي الصبرة، شرق وجنوب مدينة غزة.
ومن المتوقع أن تدمّر طائرات الاحتلال عشرات الأبراج المنتشرة وسط مدينة غزة، خاصة حي الرمال الذي كان يعد العاصمة السياسية والاقتصادية لقطاع غزة قبل العدوان الإسرائيلي الحالي.

 

0 تعليق