كشف أثري يقلب الموازين.. الشماع: ملكة مصرية قديمة تضع بصمتها في القدس - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت بعثة تنقيب في القدس، العثور على عملة ذهبية عمرها نحو 2200 عام، تحمل صورة الملكة المصرية البطلمية برنيكي الثانية، ويعتبر الكشف هو الأول من نوعه خارج مصر، والذي يفتح بابًا واسعًا أمام الباحثين والمؤرخين لفهم دور المرأة في الحكم خلال العصر البطلمي، ويعيد تسليط الضوء على ملكة مثيرة للجدل عُرفت بنفوذها السياسي وأساطيرها الرومانسية.

تفاصيل الاكتشاف

وكشف بسام الشماع المؤرخ المعرف عن تفاصيل هذا الكشف قائلًا، العملة الذهبية المكتشفة تعود إلى نحو 2270 عامًا، وتحمل على أحد وجهيها صورة للملكة برنيكي الثانية مرتدية التاج وغطاء الرأس وعقدًا فاخرًا، بينما يظهر على الوجه الآخر صورة قرن الوفرة، مع نجمتين والنقش اليوناني القديم باسيليسِس والذي يُقرأ "لِلملكة"، وخلال قرن من الزمان، لم يُعثر سوى على 17 عملة مشابهة، ما يجعل هذا الاكتشاف حدثًا نادرًا وفريدًا.

جدل حول دلالات الكشف  

موقع لايف ساينس الشهير، أشار إلى احتمال أن تكون هذه العملة ضمن مجموعة هدايا مُنحت للجنود العائدين من الحرب السورية الثالثة (246 – 241 ق.م.)، لكن المؤرخ المصري بسام الشماع رفض هذا التفسير، مؤكدًا أن لو كان الأمر صحيحًا لكان الوجه المنقوش سيحمل صورة الملك بتوليمس الثالث قائد الجيش، لا زوجته برنيكي الثانية.

ملكة وصية على العرش

وتابع الشماع، برنيكي الثانية، ابنة منطقة قورينائية "كيرينايكا" (شرق ليبيا الحالية)، تزوجت من ابن عمها بتوليمس الثالث الذي حكم بين عامي 246 و221 ق.م. وعندما خرج زوجها إلى غزو  سوريا، جلست هي على عرش مصر كوصية، وعلى الرغم من أن ملكات الأسرة البطلمية كن يظهرن أحيانًا على العملات، مثل المثال الشهير كليوباترا السابعة ابنة بتوليمس الثاني عشر، إلا سكّ العملة باسم برنيكي هو الأقدم من نوعه، وهو ما يعكس قوة حضورها السياسي وتأثيرها القوي.

إذًا -وحتى تكتمل الصورة- فالملكة برنيكي، صاحبة العملة، التي ترتدي غطاء الرأس، وتظهر خصلات من شعرها الأمامية، عندما خرج بتولميس الثالث، زوجها، على رأس جيش للحرب في سوريا، في خريف 206 ق.م، فيما عُرف بالحرب السورية الثالثة التي استمرت سنتين، جلست برينيكى الثانيه على عرش البلاد كوصية حتى عودته. 

أسطورة خصلة الشعر

عُرفت برنيكي الثانية أيضًا برومانسيتها وإخلاصها لزوجها، إذ يُروى أنها نذرت خصلة من شعرها قربانًا للمعبودة أرسينوي أفرديتي أفروديتي، في معبدها بمنطقة رأس زفريوم، في أبي قير بالإسكندرية، طلبًا لسلامة زوجها أثناء الحرب، لكن الخصلة اختفت لاحقًا، فابتكر الفلكي السكندري "كونون" أسطورة تقول إن الشعر ارتفع إلى السماء وتحول إلى مجموعة نجمية تُعرف حتى اليوم باسم شَعر برنيكي، وهذا حسبما أكد الدكتور ممدوح الدماطي عالم المصريات المعروف.

ألقاب ملكية غير مسبوقة

وقال الشماع، برنيكي الثانية حملت ألقابًا مهيبة، أبرزها "مفيدة النصيحة"، كما أنها أول ملكة بطلمية تحمل اللقب "الحوري" [من حر أو حورس الصقر]، أي ممثلة الإله حورس على الأرض، بصيغة مؤنثة "حورسة".

اللقب الحوري التي حملته برنيكي الثانية هام جدا لإنه ا اول ملكة في العصر البطلمي تحمل هذا اللقب.لقبها في لوحة حجرية  كان بصيغة المؤنث كملكة حاكمة ممثلة لحر اي حورس على الارض مثل زوجها بطليموس التالت. برنيكي لُقبت ب ال "حورسه" [أي تأتيث حورس].

النهاية المأساوية

رغم قوتها ونفوذها، انتهت حياة برنيكي الثانية بشكل مأساوي، فبعد اعتلاء ابنها بطليموس الرابع العرش، وقع تحت تأثير رجال القصر الضعفاء، ودفعوه إلى قتل والدته برنيكي الثانية وشقيقه ماجاس عام 221 ق.م، لتطوى صفحة ملكة جمعت بين السلطة، الأسطورة، والمأساة.

أهمية الكشف 

يمثل العثور على هذه العملة الذهبية في القدس دليلًا جديدًا على النفوذ الواسع للملكة برنيكي الثانية خارج حدود مصر، ويعيد فتح ملف الدور الخفي للنساء في الحكم البطلمي، حيث لم تكن الملكات مجرد زوجات للملوك، بل شريكات في السلطة وصانعات للقرار.

0 تعليق