اهتم العرب منذ القدم بالترجمة، وهي تفسير لسان بلسان آخر، ولم يكتفوا بالمعنى بالتعريب وإنما تجاوزوه إلى التقريب، فكان المترجم يحاول توضيح المعنى في العربية.
وسلطت حلقة (2025/9/9/) من برنامج " تأملات" الضوء على مسألة الترجمة عند العرب، وعلى سيرة الشاعر السعودي المعاصر طاهر زمخشري، ضمن فقرة "مر وهذا أثره".
ونظر العرب في حرفة الترجمة وأدركوا أنها صناعة تشترط فيها الأمانة، وقالوا من ظن أن الترجمة سهلة فما عرفها حق معرفتها، واشترطوا إتقان اللغة المنقول عنها والمنقول إليها.
وشاع في ثقافة العرب استحالة ترجمة الشعر، إذ متى حوّل من لغة إلى غيرها تقطع نظمه وبطل وزنه وذهب حسنه.
وقال بن طاهر السجستاني في ترجمة شعر هوميروس من اليونانية إلى العربية: "وجل معانيه يتداخله الخلل عند تغيير ديباجته".
وجاء في كتاب " الأخلاق" لأرسطو الذي نقله إلى العربية إسحاق بن حنين في باب تعريف الصديق "الصديق آخر هو هو"، وأعجب حكماء العرب بهذا التعريف، لكنهم حكموا على الترجمة بالعجمة والرطانة، فأبانوا المعنى بأكثر من 20 تعبيرا غير هذا الأول، منها "الصديق وأنت إلا أنه غيرك"، و"جسمان بينهما روح"، و"نفس واحدة وأجساد متفرقة".
وقد عرف محققو العرب 3 أنواع من الترجمة، الجيدة والمتوسطة والرديئة، وكان من أقوالهم" ترجمة مرضية" و"ترجمة غير محمودة" و"ترجمة رديئة".
وحول الترجمة عند العرب، يقول الجاحظ "وقد نقلت إلينا هذه الكتب من أمة إلى أمة، ومن قرن إلى قرن، ومن لسان إلى لسان، حتى انتهت إلينا، وكنا آخر من ورثها ونظر فيها".
وتناولت حلقة برنامج "تأملات" فقرات أخرى، منها "مر وهذا أثره"، والتي سلطت الضوء على الشاعر السعودي المعاصر زمخشري، وهو من الرواد الذين أسسوا للاتجاه الوجداني في الشعر العربي السعودي المعاصر.
ولزمخشري فضل الريادة في جوانب متعددة، فهو صاحب مجلة "الروضة"، أول مجلة للأطفال في المملكة، وهو صاحب ديوان "أحلام الربيع"، ويقال إنه أول ديوان سعودي مطبوع.
Published On 9/9/20259/9/2025
|آخر تحديث: 19:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:52 (توقيت مكة)
0 تعليق