عاجل

مواطنون يقاومون أوامر النزوح ويصرّون على البقاء في مدينة غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

رغم تواصل نزوح العديد من المواطنين من مواطني مدينة غزة باتجاه محافظتي خان يونس ودير البلح إلا أن الغالبية العظمى من المواطنين تصر على البقاء في المدينة ومقاومة النزوح وأوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها قوات الاحتلال بحق جميع مواطني المدينة.
ولم تثن أوامر الإخلاء والتي صاحبها قصف جوي ومدفعي مكثف على مناطق وأحياء متفرقة من المدينة المواطنين من محاولة ممارسة حياتهم كالمعتاد حتى في المناطق المصنفة بالخطرة والقريبة جداً من مركز عمليات جيش الاحتلال كمنطقة عسقولة والسامر وشارعي النفق والجلاء.
ويرى المواطنون في النزوح بالجحيم والموت البطيء بسبب قسوته وعدم توفر الحد الأدنى من مقومات الحياة، وخصوصاً المسكن.
ويبلغ متوسط تكلفة نزوح الأسرة الواحدة من مدينة غزة إلى منطقة مواصي خان يونس ودير البلح نحو عشرة آلاف شيكل على الأقل وهو مبلغ لا يملكه معظم سكان المدينة.
ولم يأبه المواطنون بعشرات آلاف المنشورات الورقية التي ألقتها طائرات الاحتلال منذ ساعة مبكرة من صباح أمس على مختلف أحياء المدينة بل استهزأ البعض منها وقام بحرقها أو استخدامها في إشعال النار.
وقال المواطن إبراهيم العطار وهو نازح بالقرب من مقر الجوازات في وسط المدينة إن النزوح أصبح فكرة مرفوضة في الوقت الحالي على الأقل بسبب غياب مقومات الحياة وعدم توفر المكان المناسب.
وأضاف العطار المنحدر من بلدة بيت لاهيا: لا يمكن تحمل المزيد من تبعات رحلات النزوح التي لم تتوقف منذ اليوم الأول للعدوان على القطاع قبل 23 شهراً.
وأوضح العطار لـ"الأيام"، أنه لم يعد يستذكر عدد مرات النزوح والتي خسر فيها كل مقتنياته وماله وثلاثة من أبنائه، مؤكداً أن يفضل الموت في مدينة غزة عن تكرار تجربة النزوح في جنوب القطاع.
ووصف العطار النزوح بالانتحار في ظل تعمد جيش الاحتلال منع إدخال الخيام وتوفير المناطق والمساحات الكافية لاستيعاب السكان.
ولم يدخل جيش الاحتلال منذ ستة شهور أي خيمة للقطاع ما أدى إلى ارتفاع أسعار ما توفر منها بما يصل إلى أربعة آلاف شيكل ثمن الخيمة الواحدة والتي كانت توزع مجاناً على المواطنين والمتضررين خلال فترة التهدئة الأخيرة.
وحتى المواطنين الذين يضطرون لإخلاء مربعاتهم السكنية التي تقصفها قوات الاحتلال سرعان ما يعودون إليها بعد انتهاء طائرات الاحتلال من قصف الأهداف المخلاة كالأبراج كما هو الحال مع عائلة المواطن إسماعيل عودة والذي عاد للسكن في محيط جامعة الأزهر بعد إخلائه لنحو ثلاث ساعات بعد قصف الاحتلال لأحد الأبراج السكنية هناك.
وقال عودة لـ"الأيام": لا مكان آمناً في قطاع غزة وعليه لن أغادر المكان رغم قسوة الظروف.
واقر بأن أوامر الإخلاء اليومية التي تصدرها قوات الاحتلال توتره وتوتر أفراد أسرته ولكنهم يحاولون التأقلم مع الواقع.
وللمرة الأولى منذ استئناف قوات الاحتلال للعدوان على القطاع قبل ستة شهور أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء لجميع سكان مدينة غزة، وطالبتهم في منشورات ألقتها طائرات الاحتلال على مناطق متفرقة في المدينة بإخلائها فوراً والتوجه جنوباً وسط مقاومة شديدة من المواطنين.
وصعدت قوات الاحتلال من قصفها وهجومها على أنحاء متفرقة من المدينة خلال الأيام الأخيرة وشملت عشرات المنازل والأبراج المرتفعة والمدارس والمنشآت العامة.
وتتوعد قوات الاحتلال بتوسيع عدوانها ليشمل وسط وغرب المدينة بعد سيطرتها الكاملة على شرقها وخصوصاً أحياء التفاح والشجاعية والزيتون.

 

0 تعليق