في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، تعيش عائلة أحمد مصباح نجيب حسين قصة تختصر الكثير من تفاصيل المأساة التي أفرزتها الحرب.
ويجلس أحمد، رجل الأعمال السابق اليوم في منزل لا يصلح للعيش، بعد أن فقد مشاريعه ومصدر رزقه، ويقول إن مسيرته الطويلة في التجارة والاستثمار انهارت في لحظة واحدة مع القصف والدمارالإسرائيلي، وإنه اليوم ينتظر المساعدات ليؤمّن قوت يومه.

وفي الغرفة ذاتها، يحاول ابنه مصطفى أن يتأقلم مع واقعه الجديد بعد أن بترت ساقه إثر قصف إسرائيلي. ويواصل مصطفى دراسته في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويؤكد أن العلم هو خياره الوحيد لمواجهة الخسارة التي غيّرت حياته. ورغم الألم الجسدي والمعنوي، يصر على التمسك بحلمه في أن يجد مكانا له في سوق العمل الرقمي.

إلى جانبه يرقد مصباح أحمد حسين، خريج هندسة نظم المعلومات الحاسوبية، لكنه عاجز عن الحركة بعد إصابة أقعدته على الفراش. ويحكي بمرارة كيف توقفت حياته المهنية قبل أن تبدأ، وكيف أصبح يعتمد على الآخرين في أبسط تفاصيل يومه، في وقت كان يأمل فيه أن يقود مشاريعه الخاصة.

أما محمد، أصغر أبناء العائلة والبالغ من العمر 14عاما، فيتنقل بين جدران البيت الممزق ومحيط الحرب وهو يحمل هموما أكبر من سنه. واختُصرت طفولته في مشاهد القصف والنزوح، وأحلامه في التعليم واللعب باتت مؤجلة، لكنه يردد أن ما يتمناه فقط هو أن يعيش بسلام مثل باقي الأطفال.

وتجمع هذه العائلةَ اليوم جراح متشابكة، أب فقد عمله، أبناء بين الإعاقة والفراش والطفولة المهددة، وبيت تحول إلى مرآة تعكس صورة أوسع لغزة التي تعيش على وقع الحرب والحصار والبطالة وانسداد الأفق. ومع كل قصة يرويها أحمد وأبناؤه، تتجسد معاناة مجتمع بأكمله يواجه البقاء بأقل ما يمكن من مقومات الحياة.
إعلان
Published On 10/9/202510/9/2025
|آخر تحديث: 11:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:32 (توقيت مكة)
0 تعليق