عاجل - من البر إلى الجو.. كيف ضربت إسرائيل الجهود القطرية والمصرية والأميركية في هجوم الدوحة؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف تقرير حديث نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر إقامة قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مسلطًا الضوء على تباين واضح بين الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية وسلوك الكيان الإسرائيلي.

موقع وجريدة الفجر، يلقي الضوء على المشاهد الأبرز فوق الساحة الدولية والعربية، ولا سيَّمها أخيرتها، الهجوم الجوي الإسرائيلي السافر واختراق الحدود القطرية، الذي كان يستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والذي فشلت فيه في القضاء على المطلوبين، بينما قتلت نوابًا ومساعدين، وأصابت وروَّعت الآمنين بمناطق سكنية في قُطر عربي؛ كي تضيف لرصيدها إثمًا على إثم.  

6e68f8f87d.jpg

تستعرض السطور القادمة، شيئًا من مهازل العدو الصهيوني، وضربه لوسائل السلم والدبلوماسية عرض الحائط، حيث من أمِن العقاب اخترق الحدود، حسب ما صرَّح الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، خلال كلمته بالجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، قبل ساعات

مصدر رفيع المستوى: اجتماع رباعي يضم وفود مصر وأمريكا وقطر وإسرائيل بالدوحة اليوم
جهود قطر والدول العربية: الوساطة ووقف التصعيد

جهود قطر والدول العربية: الوساطة ووقف التصعيد

على مدار عامين سابقين، وبخاصَّة الأسابيع الماضية، لعبت قطر، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، دور الوسيط الأساسي بين إسرائيل وحركة حماس، سعيًا لتحقيق وقف لإطلاق النار وتسهيل عملية تبادل الأسرى في غزة. وضمن هذه الجهود، تم وضع مقترحات أميركية لوقف التصعيد، وإبقاء المفاوضات بين الأطراف في مسارها السلمي، وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حين وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه اختبار كبير للنظام الدولي بأسره، مضيفًا: "مصابون بالغرور وأمنوا العقاب فاستباحوا الحدود".

كما أدانت الدول العربية الكبرى الهجوم واعتبرته انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية وخرقًا للقانون الدولي، مؤكدين أن قطر لا تزال محورًا أساسيًا للوساطات الإقليمية والدولية، وأن نهجها قائم على السلام والدبلوماسية الإنسانية.

بيان وزارة الخارجية القطرية 
بيان وزارة الخارجية القطرية 

إسرائيل تضرب الجهود عرض الحائط

رغم هذه المساعي الدبلوماسية المكثفة، كشف تقرير واشنطن بوست أن الموساد الإسرائيلي وضع خطة أولية لاغتيال قادة حماس على الأرض في الدوحة عبر عملاء ميدانيين، لكنها قوبلت بمعارضة داخل المؤسسة الأمنية خوفًا من تمزيق العلاقات مع قطر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.

مع رفض الموساد تنفيذ العملية البرية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمره بشن غارة جوية مباشرة، مستغلًا الطيران العسكري بدلًا من الوسائل الاستخباراتية المباشرة. الهجوم الذي نفذ الثلاثاء الماضي فشل في قتل القادة البارزين، لكنه أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم 5 من قيادات حماس الشابة، إضافة إلى فرد أمن قطري، ما أدى إلى تجميد المفاوضات وإثارة عاصفة من الإدانات الدولية.

الغارة الإسرائيلية ضربت بالجهود المصرية والقطرية والأميركية عرض الحائط، وأعادت النزاع إلى نقطة الصفر، متجاهلة الحلول السلمية التي عملت عليها الدبلوماسية الدولية لأشهر، ومظهرة رغبة تل أبيب في التحرك الانفرادي خارج أي إطار دبلوماسي.

أبعاد الهجوم: من التكتيك العسكري إلى الرسالة السياسية

تعكس هذه التطورات فجوة واضحة بين النهج الدبلوماسي القطري والدولي الذي يسعى لتحقيق الاستقرار، والتوجه الإسرائيلي العسكري الانفرادي الذي يسعى لتحقيق أهداف آنية حتى على حساب الوساطات الدولية. كما يظهر التقرير أن إسرائيل لم تراعِ توقيت العملية وحساسية موقع الدوحة كوسيط دولي، مما أدى إلى انتقادات واسعة على المستوى الدولي، وأثار تساؤلات حول جدوى العمليات الانفرادية دون تنسيق دولي.

ختامًا، الدوحة ستستمر في دورها الوسيط، ولن تسمح لدعاة الحرب والدمار بتقويض جهودها، فيما يظل الهجوم الإسرائيلي مثالًا مُنحطًّا يشير نحو تجاوز المسارات الدبلوماسية والاعتداء على سيادة دولة وساطة، ما يعكس التصعيد الخطير الذي يمكن أن يهدد الأمن الإقليمي والدولي إذا لم تتم مراقبته ومحاسبته.

0 تعليق