تقرير: الصين تدفع العالم بعيدا عن عصر الوقود الأحفوري - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 13/9/202513/9/2025

|

آخر تحديث: 08:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:51 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

يشير تقرير جديد إلى أن الاستثمارات الصينية الضخمة في إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتكنولوجيا الخضراء وتصديرها في طريقها لإنهاء عصر النمو العالمي في استخدام الفحم والنفط والغاز.

ووفقا للتقرير الصادر عن مؤسسة إمبر، وهي مجموعة بحثية تُركز على آفاق تقنيات الطاقة النظيفة، فإن "هيمنة الصين على صناعات الطاقة النظيفة تُهيئ الظروف لانخفاض استخدام الوقود الأحفوري".

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

ووجد الباحثون في التقرير أن حجم الإنتاج الصيني في قطاع الطاقات المتجددة منذ عام 2010 أدى إلى انخفاض أسعار هذه التقنيات بنسبة تتراوح بين 60% و90%.

والعام الماضي، أنتجت الصين أكثر من 90% من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية المُنفَذة عالميا بتكلفة أقل من أرخص بدائل الوقود الأحفوري المتاحة، وقد كانت هذه الميزة غير متاحة من حيث التكلفة، قبل أن تبدأ الصين بضخ مليارات الدولارات من الدعم في هذا القطاع.

ويقول ريتشارد بلاك، المحرر الرئيسي للتقرير، إن "الصين هي المحرك، وتُغيّر مشهد الطاقة ليس محليا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم".

وتتوجه الصين لانتزاع مستقبل الطاقة من الولايات المتحدة، التي تعد أكبر منتج ومصدر للنفط والغاز في العالم. وقد ألغت إدارة الرئيس ترامب تقريبا كل الدعم الفدرالي للطاقات المتجددة، وضغطت على الدول لشراء الوقود الأحفوري الأميركي ضمن صفقاتها التجارية.

ورغم الضغوط الأميركية والتراجع عن السياسات المناخية والبيئية، فإن انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة بفعل الدور الصيني يؤكد أن عديدا من البلدان، خاصة تلك الأكثر فقرا، لديها الآن حافز قوي لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

واستثمرت بكين 818 مليار دولار في الطاقة الخضراء حتى عام 2024، وهو ما يتجاوز إجمالي استثمارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين، وهي تتهيأ لزيادة موازنتها واستثماراتها في هذا المجال.

الصين استثمرت نحو 818 مليار دولار في الطاقة المتجددة حتى عام 2024 (رويترز)

حيوية الدور الصيني

وحسب تقرير إمبر، فإن انخفاض تكاليف الطاقة المنتجة بواسطة منشآت الرياح والطاقة الشمسية المصنعة في الصين سمح لدول مثل المكسيك وبنغلاديش وماليزيا بالتسابق مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة من حيث استخدام الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة في الأنشطة اليومية، مثل التدفئة وتبريد المباني أو تشغيل المركبات.

إعلان

وفي جميع أنحاء أفريقيا، ارتفعت واردات الألواح الشمسية من الصين بنسبة 60% في الأشهر الـ12 الماضية، واستوردت 20 دولة أفريقية كمية قياسية خلال تلك الفترة، حسب دراسة منفصلة أجرتها مؤسسة إمبر مؤخرا.

وفي المقابل، تواجه الشركات الأميركية -التي لا تُصنع ألواحا شمسية أو توربينات رياح بحجم نظيراتها الصينية- وضعا صعبا للغاية، حسب تقرير إمبر، الذي أكد أن الشركات الصينية تُورّد الآن 80% من الألواح الشمسية و60% من توربينات الرياح حول العالم.

وتسعى الصين جاهدة للهيمنة على قطاع الطاقة المتجددة، لأسباب اقتصادية جزئيا، ولحماية أمنها القومي عبر الحد من اعتمادها على واردات النفط، غير أن تداعيات ذلك على صحة الكوكب لا يمكن أن تكون أعظم، حسب تقرير إمبر.

ويجمع العلماء في مختلف أنحاء العالم على أن الانخفاض الحاد في استخدام الوقود الأحفوري هو أضمن وسيلة للحد من الاحتباس الحراري، وتقليص وتيرة تغير المناخ.

ويقول قال سويت خونكيتي، نائب رئيس الوزراء التايلندي السابق: "لفترة طويلة، واجهت الاقتصادات الناشئة ما بدا وكأنه مفاضلة صعبة بين النمو والاستدامة، لكن تقرير إمبر يتحدى هذا الافتراض".

ورغم الطفرة -التي أحدثتها الصين في مجال الطاقة الخضراء- فإن موعد وصول استهلاك الوقود الأحفوري في العالم إلى ذروته أيضا يعتمد على وتيرة التغيير في الصين نفسها، حيث لا تزال الصين تستهلك فحما أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، وتصدر انبعاثات أكثر من الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعتين.

ولم تشهد البلاد بعد انخفاضا في استخدام الفحم بشكل عام، رغم أن إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قد وصل إلى ما يشبه مرحلة استقرار.

وفي عام 2024، لبّت الصين 84% من نمو طلبها على الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفقا للتقرير، ويعني ذلك أنها تمكنت من خفض استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 2%، رغم تزايد الطلب على الطاقة.

ويرى ريتشارد أن انخفاض استخدام الوقود الأحفوري يعود بشكل كبير إلى انخفاض استهلاك الفحم لإنتاج الكهرباء، حيث إن التوجيهات السياسية الأخيرة في الصين أعادت تخصيص الدعم وحوافز الإنتاج بعيدا عن الفحم، ووُجهت نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار إلى أن الصين ما زالت تبني عشرات محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم، ولكن بدلا من العمل المستمر كغيرها من المحطات القائمة، ربما لا تعمل تلك المحطات بكامل طاقتها إلا خلال فترات ذروة الطلب على الطاقة، بما أن مساهمة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الشبكة الكهربائية تشهد نموا سريعا.

من جهته، قال يوان جياهاي، الأستاذ بجامعة شمال الصين للطاقة الكهربائية: "الآن يصبح الفحم أكثر فأكثر بمنزلة عجلات احتياط، فهو يوفر التوازن والدعم اللازمين، بينما يكتسب نظام الكهرباء النظيفة قوة وثقة".

وساهم الاستثمار والإنتاج في الطاقة النظيفة عام 2024 بنحو تريليوني دولار في الاقتصاد الصيني، وهو رقم أفاد التقرير بأنه يُمثل حوالي عُشر اقتصاد البلاد ككل، أو ما يُعادل اقتصاد أستراليا بأكمله، كما شهد قطاع الطاقة النظيفة نموا بمعدل 3 أضعاف نمو الاقتصاد الصيني ككل.

إعلان

0 تعليق