عاجل

بأكثر من 800 مليار برميل.. كيف يسيطر الشرق الأوسط على خريطة الطاقة العالمية؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يبلغ إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة في العالم حوالي 1.7 تريليون برميل. تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على الحصة الأكبر من هذا المخزون

تواصل منطقة الشرق الأوسط لعب دور محوري لا يمكن تجاوزه في معادلة الطاقة العالمية، حيث تُظهر أحدث الإحصاءات الموثقة أن المنطقة تستحوذ وحدها على ما يقرب من نصف احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، بكمية تتجاوز 800 مليار برميل. هذه الثروة الهائلة، التي تتركز في عدد قليل من الدول التي تشكل عصب منظمة "أوبك"، تمنح المنطقة نفوذاً جيوسياسياً واقتصادياً هائلاً وتجعل من استقرارها ضرورة لأمن الطاقة العالمي.

بالأرقام: خريطة الثروة النفطية في الشرق الأوسط

وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية وتقارير "أوبك"، يبلغ إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة في العالم حوالي 1.7 تريليون برميل. تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على الحصة الأكبر من هذا المخزون، وتتوزع بشكل أساسي على خمس دول رئيسية:

المملكة العربية السعودية: تمتلك الاحتياطي الأكبر في المنطقة والثاني عالمياً، بنحو 267 مليار برميل.

إيران: تأتي في المرتبة الثانية إقليمياً باحتياطيات مؤكدة تبلغ حوالي 209 مليار برميل.

العراق: يمتلك احتياطيات ضخمة تقدر بنحو 145 مليار برميل.

الكويت: لديها احتياطيات مؤكدة تبلغ حوالي 102 مليار برميل.

الإمارات العربية المتحدة: تمتلك احتياطيات تقدر بنحو 98 مليار برميل.

مجموع احتياطيات هذه الدول الخمس وحدها يتجاوز 820 مليار برميل، مما يؤكد هيمنة المنطقة المطلقة على مستقبل الطاقة المعتمدة على النفط.

أكثر من مجرد أرقام: نفوذ جيوسياسي ودور محوري في "أوبك"

هذه الأرقام لا تترجم إلى ثروة مالية فحسب، بل إلى نفوذ سياسي هائل. فاستقرار أسواق الطاقة العالمية يعتمد بشكل مباشر على استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

ويتعزز هذا النفوذ من خلال حقيقة أن جميع هذه الدول هي أعضاء مؤسسون ومؤثرون في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك". ومن خلال تحالف "أوبك+"، الذي يضم منتجين كباراً آخرين كروسيا، تمتلك هذه الدول القدرة على تنسيق سياساتها الإنتاجية، والتأثير بشكل مباشر على أسعار النفط العالمية عبر التحكم في مستويات العرض، وهو ما يمنحها أداة ضغط اقتصادية وسياسية فعالة.

التحديات المستقبلية وأمن الطاقة العالمي

على الرغم من هذه الهيمنة، يواجه قطاع النفط في الشرق الأوسط تحديات مستقبلية، أبرزها التحول العالمي التدريجي نحو مصادر الطاقة المتجددة، والضغوط الدولية المتعلقة بتغير المناخ. ورداً على ذلك، بدأت دول المنطقة في استخدام عوائدها النفطية الضخمة للاستثمار في تنويع اقتصاداتها وإطلاق مشاريع طاقة نظيفة عملاقة، في سباق للحفاظ على مكانتها كقوة طاقوية عالمية في المستقبل.

ومع ذلك، يبقى العالم في المدى المنظور والمتوسط معتمداً بشكل كبير على نفط الشرق الأوسط، مما يجعل أمن واستقرار هذه المنطقة ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي.

0 تعليق