عاجل

كلمة ماريان خوري.. المديرة الفنية لمهرجــان الجونة السينمائي - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


قالت ماريان خوري:يسعدني أن أرحب بكل الحضور من الإعلاميين والصحفيين وصنّاع السينما والأصدقاء من ممثلي السفارات والرعاة الكرام. حضوركم اليوم معنا في المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي هو تأكيد على أهمية استمراره بالرغم من كل التحديات التي تواجهنا، لأن العالم الذي نعيشه اليوم أصبح أقل إنسانية، ولكن ستظل السينما صوتًا مسموعًا في العالم كله، صوتًا لا يمكن إسكاته.

d32fa2b825.jpg
c9befe8154.jpg

واليوم، ونحن على أعتاب الدورة الثامنة، نفخر بأن نقدّم برنامجًا يُعرض من خلاله نحو 60 فيلمًا من 42 دولة حتى الآن، وسيتم الإعلان عن باقي البرنامج في الأيام المقبلة.. البرنامج يتضمن 10 أفلام روائية طويلة، و10 أفلام وثائقية طويلة، و17 فيلمًا قصيرًا ضمن المسابقة الرسمية، تتنافس على جوائز تبلغ قيمتها 230 ألف دولار أمريكي. من هذه الأفلام أعمالًا أولى لمخرجين، وبعضها من صنع مخرجات، وذلك تأكيدًا لدور المهرجان في إبراز التنوع وتسليط الضوء على الأصوات السينمائية الجديدة.

 

افلام حققت نجاح 


ومن الأفلام التي حققت نجاحًا هذا العام: الفيلم الإيراني It Was Just an Accident (حادث بسيط) الحاصل على السعفة الذهبية (Palme d’Or) من "كان"، والفيلم الإسباني Sirat (صراط) الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من "كان" (Jury Award Cannes).
كما نعرض الفيلم الأيرلندي Blue Moon (القمر الأزرق) الذي حصل بطله أندرو سكوت (Andrew Scott)  على جائزة أفضل أداء مساعد من مهرجان برلين. هذا التنوع ليس مجرد أرقام، بل رسالة واضحة معناها أن الجونة خلق نظامًا وبيئة سينمائية، ومكانًا يفتح الحوار ويعزز التعاون، والدليل هو استقبالنا لستة أفلام مصرية دفعة واحدة، أربعة منها حصلت على دعم من "سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام"، وفيلمان هما التجارب الأولى لمخرجات.

منذ انطلاقه، شكّل "سيني جونة" مساحة محورية لدعم المواهب، وأسهم في وصول أفلام عديدة إلى أهم المهرجانات العالمية وحصدت جوائز مرموقة. واستقبل "سيني جونة" لدعم إنتاج الأفلام في نسخته الثامنة 290 مشروعًا من جميع أنحاء العالم العربي، وتم اختيار 12 مشروعًا في مرحلة التطوير، و7 أفلام في مراحل ما بعد الإنتاج. الأعمال المختارة تمثّل 12 بلدًا عربيًا، بشراكة مع خمس دول غربية، ستتنافس على مجموعة متنوعة من جوائز الدعم المادي والخدمي تتجاوز قيمتها 300 ألف دولار.

 

أما الشباب، فأصبحوا جزءًا من مجتمع الجونة السينمائي؛ فهم في قلب رؤية المهرجان ونبض مستقبله. ومن خلال برنامج "سيني جونة" لدعم المواهب الناشئة نقدّم رحلة متكاملة ترافق المشاركين في كل مراحلهم. كما أن بعض الشباب الذين كانوا أمس جزءًا من البرنامج عادوا هذا العام كمدرّبين لجيل جديد، في مشهد يؤكد أن مهرجان الجونة لا يكتفي بعرض الأفلام، بل يصنع السينمائيين ويدفع صناعة بأكملها، بعد أن تزايد الإقبال على التقديم حتى وصلت الطلبات إلى 1000 طلب، تم اختيار 200 منهم.


وبعد أن أثبت سوق "سيني جونة" حضوره في الدورة الماضية، ينطلق هذا العام بخطوة أوسع ليصبح لاعبًا أساسيًا في صناعة الشراكات وعقد الاتفاقات بين كبرى الهيئات السينمائية محليًا وإقليميًا ودوليًا. كما أن وجود الهيئة المصرية للأفلام يمنحه ثقلًا إضافيًا، خاصة بعد نجاحها في جناح مصر بمهرجان "كان"، حيث روّجت للإنتاج المشترك وجذبت مشاريع أجنبية للتصوير في مصر، وهو ما يمثل نقلة نوعية لصناعة السينما المصرية.
يعزّز السوق هذا العام مكانته كمساحة إقليمية لتبادل الخبرات، ودفع فرص التعاون والابتكار، واستعادة دور مصر الريادي كنقطة رئيسية في صناعة السينما.

 

ويستمر ملتقى "سيني جونة" كمنصة مخصصة للحوار والتشبيك والتطوير المهني لصنّاع السينما من العالم العربي وخارجه، وهذا العام، وسّع الملتقى برنامجه، وأصبح يضم ضيوفا من مصر والعالم العربي، إضافة إلى عدد أكبر من الضيوف الدوليين، وذلك من أجل فتح آفاق أوسع للحوار وبناء علاقات راسخة مع صنّاع السينما حول العالم.
ويقدّم الملتقى هذا العام أكثر من 30 فعالية ما بين ندوات وورش عمل وحوارات، ليكون برنامجه متنوعًا وملهمًا.

فعاليات المهرجان 


ومن أبرز فعاليات المهرجان هذا العام، احتفالية مئوية ذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين والتي تنطلق من الجونة، ولن تقتصر على مصر فقط، ولكنها ستجوب العالم من فرنسا إلى اليابان وسويسرا وغيرها.
شاهين لم يكن فقط مخرجًا استثنائيًا، بل كان الأب الروحي لموجات السينما العربية الجديدة. وقد قررنا في مهرجان الجونة أن نحتفل بهذه المناسبة في هذه الدورة من خلال اختيار زاوية مختلفة للنظر إلى مسيرة شاهين، وهي أن نسلّط الضوء على أثره في جيل كامل من السينمائيين العرب الذين حذوا حذوه في صناعة أفلام ذاتية. فهو لم يفتح الطريق فقط أمام السيرة الذاتية في السينما العربية بفيلمه إسكندرية ليه؟، بل ألهم مخرجين من تونس والمغرب والجزائر ومصر لصناعة أفلامهم الأولى في هذا الاتجاه.


جانب آخر من الاحتفال سيكون من خلال معرض مهم على مستوى المحتوى والتصميم، من تنسيق شيرين فرغل. يأخذ المعرض شكل تجربة حسية شبيهة بمحطة مصر، مستوحاة من فيلم باب الحديد. يدخل الزائر كأنه يستقل قطارًا يمر بمحطات مختلفة تمثّل مراحل فيلموغرافيا شاهين.


ولأننا نؤمن أن السينما ملك للجميع، حرص مهرجان الجونة السينمائي على أن يتجاوز حدود المدينة ليصل إلى جمهور أوسع. وللسنة الثالثة على التوالي، تُعرض مجموعة من أفلام المهرجان في سينما زاوية بالقاهرة بالتزامن مع عروض الجونة، في خطوة هدفها توسيع دائرة المشاهدة وإتاحة التجربة لشريحة أكبر، وخاصة الشباب الذين يشكّلون الركيزة الأساسية لمستقبل السينما.

وقبل أن أنهي كلمتي، يسعدني أن أعلن عن تكريم فنانة استثنائية أثرت السينما والدراما العربية بأدوارها الصادقة والجريئة، ونجحت في أن تجمع بين الموهبة الفطرية والاختيارات الواعية. وهي النجمة منة شلبي التي نحتفي بها بجائزة الإنجاز الإبداعي.

 


ولا يفوتني أن أتوجّه بالشكر العميق إلى كل فريق عمل المهرجان، كما أشكر المهندس نجيب ساويرس، والمهندس سميح ساويرس، على دعمهما المستمر. كما أحيي المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي على جهوده الكبيرة، وأشكر الفنانة الكبيرة يسرا، واستحضر بالعرفان اسم انتشال التميمي، الحاضر دائما في كل تفاصيل المهرجان.

0 تعليق