أسهم واعدة قد تصنع ثروات خلال العقد المقبل - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ملخص بالذكاء الاصطناعي

يشهد قطاع التكنولوجيا، فرصة استثمارية تاريخية تُشبه في حجمها وتأثيرها الطفرة التي أحدثها انتشار الإنترنت...

يشهد قطاع التكنولوجيا، فرصة استثمارية تاريخية تُشبه في حجمها وتأثيرها الطفرة التي أحدثها انتشار الإنترنت واعتماد الحواسيب الشخصية في التسعينيات، فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح محوراً رئيسياً في استراتيجيات الشركات الكبرى، التي تتسابق للاستثمار في الخدمات السحابية، والبرمجيات، وصناعة أشباه الموصلات لتلبية الطلب المتزايد.

يرى المحللون، أن المستثمرين الذين يختارون الأسهم المناسبة في هذا القطاع قد يحققون عوائد ضخمة على مدى السنوات العشر المقبلة. ومن بين الشركات الواعدة التي تستفيد بشكل مباشر من هذا التحول شركتا «أبلايد ديجيتال» و«مايكروسوفت»، اللتان تمثلان وجهين مختلفين لفرص الاستثمار في عالم الذكاء الاصطناعي.

«أبلايد ديجيتال»: رهان على البنية التحتية

مع التوسع الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبح الطلب على مراكز البيانات أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع ازدياد الحاجة إلى قدرات حوسبة ضخمة وطاقة كهربائية متنامية. وهنا تبرز شركة «أبلايد ديجيتال»، المدرجة في بورصة ناسداك برمز «APLD»، كلاعب رئيسي يركز على بناء وتشغيل مراكز بيانات متطورة.

ورغم أن الشركة لا تزال صغيرة نسبياً، إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو 3.7 مليار دولار، فإنها حققت نمواً سريعاً، حيث قفزت إيراداتها السنوية من 55 مليون دولار في عام 2023 إلى 215 مليون دولار في عام 2025، بزيادة بلغت 41% على أساس سنوي في آخر ربع مالي.

ورغم تسجيل الشركة خسائر تشغيلية بلغت 26 مليون دولار في أحدث نتائجها، فإن هذه الخسائر لا تثير القلق لدى المستثمرين، لأنها تعود إلى التكاليف الأولية العالية لبناء مراكز بيانات جديدة. والتوقعات المستقبلية تدعم ثقة المستثمرين، إذ تشير بيانات «غولدمان ساكس» إلى أن الطاقة الإنتاجية العالمية لمراكز البيانات ستقفز من 55 جيجاوات حالياً إلى 84 جيجاوات بحلول عام 2027، مع ارتفاع نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي من 14% إلى 27%.

وواحدة من أبرز إنجازات الشركة هي توقيع عقد إيجار لمدة 15 عاماً مع شركة الذكاء الاصطناعي «كورويف» لتوفير 250 ميغاواط من الطاقة لمركز بياناتها في ولاية «نورث داكوتا»، قبل أن يُوسع الاتفاق إلى 400 ميغاواط. وهذه الصفقة وحدها ستدر على الشركة نحو 7 مليارات دولار من الإيرادات المضمونة خلال فترة العقد، ما يعكس الثقة المتزايدة في قدراتها.

ولعل أكبر شهادة على مكانة الشركة جاءت من «إنفيديا»، عملاقة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، التي استثمرت 77 مليون دولار في أسهم «أبلايد ديجيتال» خلال الربع الثاني من العام، وهو ما يعكس ثقة الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ في استراتيجيتها. لكن رغم الإمكانات الهائلة، تبقى أسهم الشركة متقلبة وتتطلب من المستثمرين التحلي بالصبر إذا أرادوا الاستفادة من نمو هذا القطاع على مدى العقد المقبل.

مايكروسوفت: عملاق مستقر يقود الثورة

في المقابل، تمثل «مايكروسوفت» خياراً استثمارياً مستقراً وأكثر أماناً مقارنة بالشركات الناشئة مثل «أبلايد ديجيتال»، فالشركة العملاقة، التي تقدر قيمتها السوقية بتريليونات الدولارات، تمتلك مزيجاً قوياً من الربحية العالية والقدرة على قيادة سوق الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. ومنتجاتها الشهيرة مثل «ويندوز» و«أوفيس» و«تيمز» تجعلها في موقع استراتيجي لتوسيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بين ملايين المستخدمين عبر الاشتراكات في خدمة «كوبايلوت»، التي تضيف مزايا مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى برامجها.

ومن جهة الأعمال، تواصل منصة «أزور» السحابية تسجيل نمو قوي، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 39% على أساس سنوي في الربع المالي المنتهي في يونيو، وهو ضعف معدل نمو منافستها «أمازون ويب سيرفيسز»، ما يجعل «مايكروسوفت» أقرب لتصدر سوق الخدمات السحابية خلال السنوات المقبلة. وهذا النمو السريع يعكس التحول الكبير لدى الشركات نحو الحوسبة السحابية للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، خاصة أن معظم البيانات العالمية ما تزال محتجزة في مراكز بيانات داخلية.

ولا تقتصر طموحات «مايكروسوفت» على الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تتوسع أيضاً نحو الحوسبة الكمية، حيث تعاونت مع شركة «أتوم كومبيوتينغ» لتطوير حاسوب كمي يعمل عبر منصة «أزور أليمينتس» سيتم شحنه للعملاء بحلول نهاية 2025. كما أعلنت شريحة «ماجورانا 1» الكمية الجديدة لحل أعقد المشكلات الحسابية، ما يجعلها مرشحة لقيادة هذا السوق الناشئ مستقبلاً.

وإحدى أبرز نقاط قوة «مايكروسوفت» قدرتها على تحقيق أرباح ضخمة مع مواصلة الاستثمار في الابتكار، إذ بلغت التدفقات النقدية الحرة للشركة 71 مليار دولار من إيرادات سنوية بلغت 281 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو ما يدفع سهم الشركة إلى مستويات قياسية.

فرص استثمارية ضخمة رغم التحديات

يمثل قطاع الذكاء الاصطناعي اليوم فرصة استثمارية فريدة، لكن اختيار الشركات المناسبة يتطلب رؤية طويلة الأمد. فمن ناحية، تقدم شركات مثل «أبلايد ديجيتال» فرصة للاستفادة من النمو المتسارع في بنية تحتية الحوسبة، وإن كان ذلك يتطلب تحمل تقلبات سعر السهم. ومن ناحية أخرى، تمنح شركات عملاقة مثل «مايكروسوفت» المستثمرين استقراراً ونمواً مستداماً في سوق الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية.

إن تجربة الاستثمار في شركات تكنولوجية رائدة في مراحل نموها الأولى تثبت أن التحلي بالصبر قد يكون مربحاً للغاية، إذ يشير محللون إلى أن من استثمر 1000 دولار في «نتفليكس» عام 2004 كان بإمكانه تحقيق أكثر من 649 ألف دولار، ومن استثمر نفس المبلغ في «إنفيديا» في عام 2005 كان بإمكانه جني أكثر من مليون دولار اليوم.

ورغم أن هذه العوائد ليست مضمونة، فإن النمو السريع للذكاء الاصطناعي يجعل السوق اليوم مهيأً لفرص مشابهة، خاصة لمن يركزون على الشركات القادرة على قيادة هذه الثورة التكنولوجية المقبلة.

0 تعليق