موجة «أوبن أيه. آي» تُعزز قطاع التكنولوجيا.. هل من مكان لـ«أوراكل»؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أسهم أوراكل ارتفاعا تاريخيا خلال الأسبوع، وهو أحدث فصل في قصة شركة خاصة واحدة سيطرت على المشهد التكنولوجي لما يقرب من ثلاث سنوات: «أوبن أيه.آي».

في تقرير أرباح أوراكل المذهل، كانت «أوبن أيه.آي» حافزا رئيسيا نظرا للمبلغ الهائل الذي تتوقع شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة إنفاقه على تقنية الحوسبة السحابية في السنوات القادمة.

أصبح هذا أمراً مألوفا، فقبل أسبوع، ارتفعت أسهم «برودكوم» بنسبة تقارب 10% بعد أن أعلنت شركة تصنيع الرقائق وتوريد البرامج أنها أبرمت صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لبناء معالجات مخصصة لعميل وصفه المحللون بأنه «أوبن أيه.آي».

عرش الشركات

من بين الشركات التكنولوجية الكبرى، تُعتبر «مايكروسوفت» هي الأقرب صلة بـ «أوبن أيه.آي»، حيث استثمرت أكثر من 13 مليار دولار في الشركة، وكانت شريكها السحابي الرئيسي لمدة ست سنوات. يرتبط مسار إنفيديا نحو التربع على عرش الشركات الأكثر قيمة في العالم ارتباطًا وثيقًا بشركة «أوبن أيه.آي»، حيث تُعدّ وحدات معالجة الرسومات (GPUs) الخاصة بها جوهر تطوير نماذج اللغات الكبيرة، وهي ضرورية لتشغيل أحمال عمل الذكاء الاصطناعي الضخمة.

شهدت هذه الشركات الأربع وحدها - أوراكل، وبرودكوم، ومايكروسوفت، وإنفيديا - ارتفاعا في قيمتها السوقية المجمعة بأكثر من 4.5 تريليون دولار منذ ظهور أوبن أيه.آي على الساحة العامة مع إطلاق «تشات جي بي تي» أواخر عام 2022. وتُعد هذه المكاسب سببًا رئيسيًا في استمرار ارتفاعات حادة في مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500، حيث أغلق كلا المؤشرين القياسيين عند مستوى قياسي يوم الجمعة.

يُثير النفوذ الهائل لشركة «أوبن أيه.آي» قلق بعض خبراء السوق، وهو أمر مفهوم. فهي لا تزال شركة ناشئة تُبذر السيولة وتُدار من قِبل شركة أم غير ربحية.

رهان كبير

يدعم تقييم الشركة البالغ 500 مليار دولار عدد قليل من المستثمرين الذين يراهنون على نجاح أوبن أيه.آي في مواجهة منافسة شرسة من شركات مثل «ميتا» و«غوغل»، بالإضافة إلى شركات جديدة عالية القيمة مثل «أنتروبك» Anthropic، وعدد من الشركات الصينية.

صرح جيل لوريا، المحلل في «دي أيه دايفدسون» في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»: «مع أننا نعشق تشات جي بي تي، إلا أن أوبن أيه.آي لا تزال شركة غير ربحية محدودة في قدرتها على جمع رأس المال».

وتناول لوريا، الذي ينصح بالاحتفاظ بأسهم «أوراكل»، بالتفصيل أرقام الشركة، حيث شهد السهم ارتفاعا بنسبة 36% يوم الأربعاء، وهو أكبر مكسب له منذ عام 1992.

مراكز البيانات

وفي تقرير أرباحها الفصلي الصادر أواخر يوم الثلاثاء، أعلنت أوراكل أنها وقّعت أربعة عقود بمليارات الدولارات مع ثلاثة عملاء مختلفين خلال هذه الفترة. وكان أحد هذه العقود مع «أوبن أيه.آي»، التي أعلنت سابقًا أنها وافقت على تطوير 4.5 جيجاواط من سعة مركز البيانات الأمريكي مع «أوراكل».

علم المستثمرون، بناءً على ملف مُقدّم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في يونيو/حزيران، أن شركة أوراكل وقّعت عقدًا بقيمة 30 مليار دولار أمريكي في مجال الحوسبة السحابية مع شركة لم يُكشف عن اسمها، ومن المقرر أن يبدأ العمل به خلال عامين. وأكدت «سي إن بي سي» تقريرا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء يفيد بأن شركة «أوبن أيه.آي» قد وافقت على إنفاق 300 مليار دولار على قوة الحوسبة على مدى خمس سنوات تقريبا، بدءا من عام 2027.

في يومي التداول التاليين للارتفاع التاريخي، تراجع سهم أوراكل، 6% الخميس و5% الجمعة، حيث بدأ مستثمرون آخرون يشاركون لوريا مخاوفه.

الاكتشافات الجديدة

قدّمت الاكتشافات الجديدة حول التزام أوبن أيه.آي الهائل في مجال الحوسبة السحابية فهما أوضح لتوسع محفظة أعمال أوراكل. وقالت أوراكل إن التزاماتها المتعلقة بالأداء، وهي مقياس للإيرادات التعاقدية التي لم تُسجّل بعد، ارتفعت بنسبة 359% عن العام السابق لتصل إلى 455 مليار دولار.

وأكد لوريا أن تركيز محفظة أعمال أوراكل لدى عميل واحد «يُقلل بشكل كبير» من حماس العملاء، خاصةً إذا «كان أكثر من 90% منها من أوبن أيه.آي».

محفظة ألتمان المفتوحة

قدّمت أوبن أيه.آي التزامات كبيرة للعديد من مزودي الخدمات السحابية الآخرين، بما في ذلك CoreWeave و«غوغل»، وتفيد التقارير بأنها تخطط لاستثمار 19 مليار دولار في مشروع ستارغيت، وهو مشروع أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب في يناير لتعزيز استثمارات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. «ستارغيت» هو مشروع مشترك بين أوبن أيه.آي وأوراكل وسوفت بنك، والتي تقود بشكل منفصل استثمارًا مخططًا بقيمة 40 مليار دولار في «أوبن أيه.آي».

قال لوريا إن الخلاصة هي أن «سام ألتمان لديه الجرأة لتوقيع شيكات ضخمة دون الحاجة إلى القلق بشأن إمكانية صرفها».

في حين أن أوبن أيه.آي ستتكبد خسائر مالية في المستقبل المنظور، تتوقع الشركة استمرار نمو الإيرادات بوتيرة سريعة. بعد أن حققت 10 مليارات دولار من الإيرادات المتكررة السنوية في يونيو، فإن أوبن أيه.آي في طريقها للوصول إلى هذا الرقم 125 مليار دولار بحلول عام 2029، وفقًا لما أكدته «سي إن بي سي».

يوم الخميس، اقتربت «أوبن أيه.آي» خطوةً أخرى من إضفاء الطابع الرسمي على تحولها إلى كيان ربحي. وقالت الشركة إن شركتها الأم غير الربحية ستواصل الإشراف على أعمالها وستمتلك حصةً في أسهمها تزيد عن 100 مليار دولار مع تحول الكيان التجاري إلى شركة ذات منفعة عامة.

إعادة هيكلة

تحتاج أوبن أيه.آي إلى إعادة الهيكلة بحلول نهاية العام لتأمين كامل مبلغ الـ 40 مليار دولار من جولة التمويل الأخيرة.

بالنسبة لشركة «أوراكل»، فإن الزيادة الهائلة في إنفاق أوبن أيه.آي قد وضعت الشركة على بُعد خطوات من نادي التريليون دولار، والذي يضم حاليًا ثماني شركات تقنية منافسة. ارتفعت القيمة السوقية لشركة أوراكل إلى حوالي 930 مليار دولار يوم الأربعاء قبل أن تتراجع إلى 830 مليار دولار مع نهاية الأسبوع.

ولا تزال هناك شكوك بشأن آفاق «أوراكل» في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أمضت الشركة سنوات في محاولة اللحاق بركب شركات مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل في مجال البنية التحتية السحابية.

يمكن القول، إن «أوراكل» شركةً «مُطوّرة للتقنيات فائقة التطور» دون مراكز فعّالة في برمجيات أو رقاقات الذكاء الاصطناعي.

وبعدما كان الظن أن أوراكل لا مكان لها في مجال الذكاء الاصطناعي، يأتي إعلان الصفقة الضخمة، أنها ستكون الشركة الرائدة القادمة في مجال التقنيات فائقة التطور.

0 تعليق