المحتوى الهابط: طفح الكيل؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تواجه الذائقة العامة في مجتمعنا سيلاً من المحتوى الرديء الذي يصل إلينا رغم أننا لا نبحث عنه لكنه يصادفنا على قارعة مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مساحات (الترند) والمشاهدات المليونية التي تحاصرنا كلما مررنا بتلك المواقع.. بكل سخافاته الهابطة صار يفرض علينا وأصبحت المناسبات الاجتماعية التي تقام هنا وهناك موثقة عبر كاميرات الفيديو في الأجهزة الذكية وتبث عبر السناب شات ومنصة إكس والتيك توك والجاكو والواتساب وغيرها من منصات السوشيال ميديا المتنوعة.. ولعل هوس الظهور والمزايدات الرخيصة ومحاولة صناعة الإثارة ولفت الانتباه والبحث عن الشهرة وكذلك تصفية الحسابات من أسباب هذا الانفجار المهول الذي يتدفق علينا من كل حدب وصوب وصار يقدّم لنا العديد من الأنماط والسلوكيات والظواهر الطارئة على مجتمعنا والتي تؤثر حتى على النشء.

ونجد أنها تمادت وطفح الكيل بها تجاه المتلقي اليوم. فحتى صورة الكرم وقيمته العظيمة في مجتمعنا تم الاعتداء عليها وتشويهها بشكل سافر، فمنذ متى يصور الرجل العربي ضيوفه وهم يأكلون على مائدته ويشهّر فيهم عبر ملايين المشاهدات حتى يقال عنه إنه كريم أو رمز للكرم والسخاء؟

ولا تتخلص من هذه المشاهد المزعجة حتى يحضر بعض من يطلق عليهم لقب المشاهير في مواقع التواصل والذين كشفوا لنا عن ممارسات تسيء لصورة المجتمع السعودي، فيصنع بعضهم سيناريوهات كاذبة وخادعة تسعى لتحقيق مشاهدات عالية ظاهرها (الهياط) والمبالغات وهي متنوعة سواء في الاحتفاء بالضيوف في حفلات الزواج أو في مناسبات عامة أو ممارسات وهدايا مبالغ فيها في ليالي الزواج، أو الإساءة لرموز أو كيانات أو قبائل أو صناعة محتوى تافه لجذب أكبر قدر من المشاهدات والمتابعات والبحث عن الشهرة أياً كان طريقها..

وطالب العديد من المهتمين وزارة الإعلام بضرورة التدخل لوقف هذا العبث والمحتوى الهابط.. وأرى أن هيئة تنظيم الإعلام اليوم مطالبة بضرورة إصدار لوائح خاصة بمراقبة المحتوى المحلي المتدفق من مواقع التواصل بقوانين جديدة تشمل الغرامات والعقوبات المناسبة وفق لائحة قانونية معلنة وبشكل عاجل لحفظ الذوق العام والحد من صناعة المحتوى الرديء وأدبيات المجتمع السعودي الذي يفخر بهويته العربية الأصيلة وقيمه الدينية الراسخة.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق