Published On 11/9/202511/9/2025
|آخر تحديث: 09:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:39 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
ساهمت زيادة تلوث غازات الاحتباس الحراري بالولايات المتحدة في زيادة معدلات الانبعاثات العالمية في النصف الأول من هذا العام، وفقا لبيانات مجموعة بحثية.
ويخشى العلماء من أن أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيدة للوقود الأحفوري ستؤدي إلى إبطاء خفض الانبعاثات المطلوب لتجنب الآثار المناخية الكارثية بشكل كبير.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوتوقعت مجموعة روديوم أن يكون لما سمته "التحول الأكثر مفاجأة في سياسة الطاقة والمناخ في الذاكرة الحديثة" الذي حدث منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عواقب عميقة على أزمة المناخ العالمية من خلال إبطاء وتيرة خفض الانبعاثات في الولايات المتحدة، بما يصل إلى نصف المعدل، الذي تم تحقيقه على مدى العقدين الماضيين.
ولا يزال من المتوقع أن تُخفِّض الولايات المتحدة انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 26% و35% بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات عام 2005، وفقا للتقرير، لكن هذا الانخفاض أقل بكثير من نسبة تتراوح بين 38% و56%، التي توقعتها روديوم العام الماضي خلال رئاسة جو بايدن.
وحسب الدراسة، لن يكون أي من هذه السيناريوهات كافيا للسماح للولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للتلوث الكربوني في العالم، بالقيام بدورها الكامل في مساعدة العالم على تجنب الانهيار المناخي المتفاقم الناجم عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر.
وكانت الولايات المتحدة وحكومات أخرى قد اتفقت عام 2015 في باريس على تجنب هذه العتبة ولكنها بعيدة كل البعد عن المسار المطلوب لخفض الانبعاثات، وذلك قبل اجتماع الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني لوضع أهداف جديدة.
وحتى في أفضل السيناريوهات، حيث يصبح الوقود الأحفوري أكثر تكلفة بكثير، ويتم نشر الطاقة المتجددة الرخيصة بسرعة، فإن الولايات المتحدة ستخفض انبعاثاتها بنسبة 43% فقط بحلول عام 2040، وفقا لما توصلت إليه دراسة روديوم، وهو أقل بكثير من الهدف الذي تعهد به الرئيس بايدن، والذي تخلى عنه خلفه ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
إعلان
وفي أسوأ الأحوال، حيث تكون الطاقة النظيفة مقيدة بشدة بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية، فإن الانبعاثات في الولايات المتحدة قد ترتفع قليلا بحلول نهاية ثلاثينيات القرن الـ21، كما جاء في التقرير.
ويرى بن كينغ أحد مديري شركة روديوم أن خروج الولايات المتحدة عن المسار الصحيح في الوفاء بالتزاماتها بخفض الانبعاثات أدى إلى تفاقم الوضع، وأصبح مسار الانبعاثات أسوأ بكثير بسبب هذه السياسة المتعثرة.
في ظل أجندة ترامب "الحفر، يا صغيري، الحفر"، فتحت الحكومة الفدرالية مساحات شاسعة من الأراضي والمياه للحفر والتعدين، وتخلت عن أهداف اتفاق باريس للمناخ، وعن كل القواعد التي تهدف إلى الحد من تلوث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
نكوص سياسات ترامب
وتشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب يسعى إلى إعاقة قطاع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، من خلال توقيع مشروع قانون إنفاق جمهوري يقضي على الحوافز لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات الجديدة، ويأمر إدارته بوقف إنشاء مرافق الطاقة المتجددة الجديدة، حتى لو تمت الموافقة عليها مسبقا واكتمل بناؤها تقريبا.
وقال الرئيس ترامب مؤخرا: "لا نسمح بطواحين الهواء، ولا نريد الألواح الشمسية"، وفي المقابل أشاد بـ"الفحم النظيف والجميل"، وشجع منتجي الوقود الأحفوري على تجاوز قوانين التلوث.
وكان لهذا الموقف تجاه مصادر الطاقة المتجددة تأثير ملموس. فعليا، فقد توقفت مزارع الرياح البحرية، وأُلغيت خطط إنشاء مصنع بطاريات في ولاية نورث كارولينا، وأُغلق مصنع في ميشيغان مؤخرا.
وفي المجمل، فقدت أو توقفت ما يقرب من 65 ألف وظيفة في مجال الطاقة النظيفة منذ انتخاب الرئيس ترامب، وفقا لمجموعة الطاقة المناخية، مع ارتفاع فواتير الكهرباء المنزلية نتيجة للتخفيضات في مصادر الطاقة المتجددة الأرخص عمليا.
وقال جيسون غروميت الرئيس التنفيذي لجمعية الطاقة النظيفة الأميركية: "لسوء الحظ، فإن العقبات السياسية الفدرالية والمتطلبات التقييدية تهدد مئات المليارات من الاستثمارات المخطط لها في مجال الطاقة".
وكانت الجمعية قد أفادت الأسبوع الماضي بأن تركيبات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة قد انخفضت بمقدار الربع في النصف الأول من عام 2025.
وقال كينغ من شركة روديوم إن تأثير كل هذا على الانبعاثات سيتضح خلال العامين المقبلين. لكن يمكن رؤية لمحة عامة عن ذلك في الأشهر الستة الأولى من العام، حيث ارتفعت الانبعاثات الأميركية بنسبة 1.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لمؤسسة "كلايمت تريس".
وأدت هذه الزيادة في الانبعاثات، مع ارتفاع مماثل في البرازيل، إلى زيادة الانبعاثات العالمية مقارنة بالنصف الأول من عام 2024، وهي مؤشر مقلق على المهمة التي تنتظر الحكومات في معالجة أزمة المناخ بدون قيادة الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم بعد الصين.
وقال كينغ "نشهد بالفعل تباطؤا في منشآت الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، ولكي نكون صادقين، فإن مجرد استقرار الانبعاثات يعد مؤشرا سيئا للغاية على المسار الذي نحتاج إلى اتباعه".
إعلان
0 تعليق