عاجل

واشنطن بوست: حرب الهند الخفية ضد إحدى أقدم حركات التمرد في العالم - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 12/9/202512/9/2025

|

آخر تحديث: 16:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:04 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

شهدت الهند على مدى عقود واحدة من أطول حركات التمرد المسلح في العالم، التي اشتعلت شرارتها عام 1967 في قرية ناكسالباري بولاية البنغال الغربية شرقي البلاد، عقب مقتل مزارع أجير على يد ملاك الأراضي، لتتحول الحادثة إلى انتفاضة واسعة استوحت أفكارها من "الكتاب الأحمر الصغير" لماو تسي تونغ، مؤسس الصين الشعبية الحالية، وفق صحيفة واشنطن بوست.

وذكرت الصحيفة أن المتمردين، الذين صاروا يُعرفون بــ"الناكسالباريين"، استطاعوا تجنيد طبقة مختلفة من الأطباء والمهندسين وطلبة الجامعات الذين تأثروا بالحرب الأميركية في فيتنام والانتفاضات الاجتماعية في فرنسا.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وأفادت في تحقيقها الصحفي أن قادة التمرد انتقلوا في ثمانينيات القرن المنصرم إلى غابات وسط الهند، حيث يقطن السكان الأصليون المعروفون بـ"الأديفاسيين"، الذين قاوموا الملوك المغول والمستعمرين البريطانيين وإدارة الغابات الهندية.

People look for fish in a muddy pond on Ghoramara Island in the Sundarbans, West Bengal, India, May 18, 2024. Situated 150 kilometres (around 94 miles) south of Kolkata, media has dubbed Ghoramara the 'sinking island'. It has lost nearly half of its area to soil erosion in the last two decades and could completely disappear within a few more decades if a solution is not found. In the decade of 2020, the population has fallen to around 4,000 from 7,000. REUTERS/Avijit Ghosh SEARCH
ظروف عيش السكان في البنغال الغربية توصف بالسيئة للغاية (رويترز)

حكومة في الغابة

وقالت إن الأديفاسيين ظلوا لسنوات طويلة منكفئين على هامش المجتمع الهندي رغم جلوسهم فوق أغنى احتياطيات البلاد من المعادن الثمينة كالحديد والبوكسيت واليورانيوم.

وفي تلك المناطق المهملة أنشأ المتمردون الماويون (نسبة إلى ماو تسي تونغ) "حكومة في الغابة" عاقبوا من خلالها موظفي الغابات، وهدّموا المدارس الحكومية، وقاموا بتسوية النزاعات الزوجية، وقاطعوا الانتخابات، واستهدفوا كل من يعارضهم، بمن فيهم العاملون في الرعاية الصحية والمعلمون والصحفيون، حسب زعم الصحيفة.

وطبقا للتحقيق الصحفي، فقد صنع المتمرّدون أيضا أعداء لهم. ففي عام 2005، أطلقت مجموعة مناهضة للماويين موجة رعب عبر مقاطعة باستار في ولاية تشاتيسغار بوسط الهند.

وادّعى التحقيق أن هذه المجموعة المناوئة أحرقت القرى واغتصبت النساء وشرّدت نحو 150 ألف شخص، الذين جندت الشرطة كثيرين منهم للعمل حراسا أمنيين في صفوفها، وفقا للمحكمة العليا الهندية التي حظرت المجموعة عام 2011، إلا أن آثارها تركت جيلا كاملا عالقا في دائرة العنف المتبادل بين الطرفين.

تقول سوري بمرارة لمراسلي واشنطن بوست الذين قضوا 10 أيام في ولاية تشاتيسغار لإعداد هذا التحقيق: "نجوت من الناكساليين، لكن لم أستطع النجاة من الحكومة"، محذّرة من أن وصف الجميع بالماويين "سينتهي بقتلنا جميعا".

رد الحكومة الهندية

تفيد الصحيفة بأنه منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى الحكم في ولاية تشاتيسغار عام 2023، تعهّد وزير الداخلية أميت شاه بالقضاء على التمرّد بحلول 2026.

إعلان

وتضيف أن القوات الهندية شنت حملة واسعة مستخدمة الطائرات المسيّرة والمروحيات، لتتقلص أعداد المتمردين من عشرات الآلاف إلى بضع مئات، ويتراجع ما كان يُعرف بـ"الممر الأحمر" إلى جيوب صغيرة معزولة. غير أن الكلفة البشرية للحملة كانت باهظة، إذ قُتل آلاف المدنيين أو شُرّدوا، وكثيرون وُصفوا زورا بأنهم "ناكسالباريين".

في خضم هذا المشهد، تُبرز قصة الناشطة سونييتا بوتام هذا التناقض، فمنذ طفولتها شهدت قريتها تحترق على يد المليشيات، ثم كبرت لتوثّق الانتهاكات وتنقلها إلى المحاكم، طبقا لواشنطن بوست.

وفي عام 2021، شاركت بوتام في تأسيس حركة "ملواسي باتشاوا مانش" للدفاع عن حقوق السكان الأصليين، مركّزة على قضايا المياه الملوثة، وانعدام المدارس، وانتشار المعسكرات الأمنية.

A man uses a newspaper as others use umbrellas to protect themselves from the heat as they wait to vote outside a polling station during the fifth phase of India’s general election in Howrah district of the eastern state of West Bengal, India, May 20, 2024. REUTERS/Sahiba Chawdhary
حزب بهاراتيا جاناتا وصل إلى حكم ولاية تشاتيسغار في انتخابات عام 2023 (رويترز)

لكن مع تصاعد الحملة الأمنية اعتُقلت بوتام عام 2024 بوحشية، بحسب رسالة لمقرري الأمم المتحدة، في خطوة وصفها ناشطون بأنها تستهدف إسكات الأصوات السلمية.

ولم تكن بوتام وحدها، فقد واجه ناشطون وصحفيون السجن أو الضرب أو الاتهامات الجاهزة بالانتماء للماويين.

بل إن قصصا كتلك التي حدثت مع المعلمة سوني سوري التي تعرّضت لتعذيب وحشي في السجن عام 2011 بتهمة نقل أموال للمتمرّدين رغم أنها منعت الماويين سابقا من إحراق مدرستها، تكشف كيف يختفي الحد الفاصل بين الضحية والجاني في هذه الحرب.

تقول سوري بمرارة لمراسلي واشنطن بوست الذين قضوا 10 أيام في ولاية تشاتيسغار لإعداد هذا التحقيق: "نجوت من الناكساليين، لكن لم أستطع النجاة من الحكومة"، محذّرة من أن وصف الجميع بالماويين "سينتهي بقتلنا جميعا".

0 تعليق