عاجل

عاجل - دعوة إيرانية نحو قطع العلاقات مع إسرائيل قبيل قمة الدوحة الطارئة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بزكشيان: هذا الكيان الزائف وتحافظ على وحدتها وتماسكها قدر الإمكان

تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية إسلامية طارئة للبحث في الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأسبوع الماضي مسؤولين من حركة حماس داخل قطر. ويُعد الهجوم الأول من نوعه على أراضي دولة خليجية، الأمر الذي أثار إدانات واسعة ومخاوف من تداعياته الإقليمية.

وتأتي القمة في وقت تواجه فيه قطر، التي لعبت دور الوسيط خلال السنوات الماضية بين إسرائيل وحماس، اختبارًا سياسيًا بالغ الحساسية بشأن مستقبل دورها في الملف الفلسطيني. فقد استضافت الدوحة مرارًا جولات تفاوض غير مباشرة بين الطرفين، لكنها لم تسفر سوى عن هدنتين مؤقتتين دون التوصل إلى اتفاق دائم.

إيران تدعو لقطع العلاقات مع إسرائيل

عشية القمة، حث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الدول الإسلامية على اتخاذ موقف صارم ضد إسرائيل، داعيًا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها بشكل كامل.

وقال بزشكيان قبل مغادرته طهران متجهًا إلى الدوحة: "بإمكان الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها مع هذا الكيان الزائف وتحافظ على وحدتها وتماسكها قدر الإمكان"، معربًا عن أمله في أن تخرج القمة بقرارات عملية وموحدة ضد إسرائيل.

إدانة دولية وقلق خليجي

أثار الهجوم الإسرائيلي موجة إدانات واسعة، خصوصًا من دول الخليج الحليفة لواشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل. واعتبرت الباحثة إلهام فخرو من كلية كينيدي بجامعة هارفارد أن القمة تمثل فرصة لدول مجلس التعاون الخليجي لإظهار وحدتها بعد أن استهدفت إسرائيل بشكل مباشر سيادة قطر.

وأضافت فخرو أن من المتوقع أن تستغل الدول الخليجية القمة لمطالبة واشنطن بالضغط على إسرائيل، خاصة بعدما أدت الضربة الجوية الأخيرة إلى إضعاف جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة.

الديوان الأميري بالدوحة

اجتماع تحضيري للوزراء

كان وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية قد عقدوا اجتماعًا مغلقًا، الأحد، في الديوان الأميري بالدوحة، لمناقشة مسودة البيان الختامي للقمة.

وشارك في الاجتماع وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أكد على ضرورة أن تتجاوز القمة حدود الإدانة إلى اتخاذ خطوات عملية.

رسالة فلسطينية قبل القمة

وجهت الفصائل الفلسطينية رسالة إلى القادة العرب والمسلمين طالبت فيها بمواقف حاسمة ضد إسرائيل، بما يشمل تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربية واستخدام سلاح النفط كورقة ضغط.

كما شددت الفصائل على ضرورة فرض عقوبات عربية شاملة على إسرائيل، ردًا على ما وصفته بجرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية والقدس.

مواقف تركية وتحذيرات من التوسع الإسرائيلي

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الخطر الأكبر حاليًا يتمثل في توسع إسرائيل في المنطقة، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى الاجتماع حول رؤية مشتركة لمواجهة هذه التحديات.

وأوضح فيدان في مقابلة مع قناة الجزيرة أن القمة يجب أن تخرج بحلول عملية توقف إسرائيل عن مواصلة التصعيد العسكري والسياسي في المنطقة.

قطر بين الوساطة والانتقادات

من جهته، دعا رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي إلى وقف سياسة "المعايير المزدوجة"، مشددًا على أن صمت العالم هو ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في نهجها العدواني.

ورغم ذلك، تواجه قطر ضغوطًا متزايدة كونها تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، فيما يرى مراقبون أن استمرار التصعيد قد يضعف أي فرص مستقبلية لاستئناف المفاوضات.

حضور إقليمي واسع

أكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان، والعراق حضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. كما أعلنت أنقرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيشارك في القمة، فيما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدوحة مساء الأحد.

ويُنتظر أن يبحث القادة في خيارات واسعة، وسط مخاوف من أن يقوّض استمرار التصعيد أي أفق لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

الموقف الأمريكي وتحذيرات ترامب

في المقابل، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات دعا فيها إسرائيل إلى توخي الحذر، مشيرًا إلى أن قطر "حليف رائع جدًا" لواشنطن، وينبغي التعامل معها بحذر.

ورغم انتقاداته الأولية لإسرائيل بعد الضربة غير المسبوقة على الدوحة، أوضح دبلوماسيون أمريكيون أن الهجوم لن يؤثر على عمق العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ما بعد قمة الدوحة؟

تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه القمة من قرارات، حيث يتساءل المراقبون إن كانت ستكتفي ببيانات إدانة واستنكار، أم ستشكل نقطة تحول نحو مواقف عملية، مثل قطع العلاقات أو فرض عقوبات.

وبين ضغوط الفصائل الفلسطينية، ودعوات إيران للتصعيد الدبلوماسي، وتخوّف دول الخليج من تقويض الوساطة، تبقى قمة الدوحة اختبارًا حقيقيًا لوحدة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة إسرائيل.

0 تعليق