قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن انعقاد القمة العربية والإسلامية الاستثنائية في الدوحة يحمل رسالة واضحة بأن قطر ليست وحدها، وأن الدول العربية والإسلامية تقف إلى جوارها في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وجاء ذلك بعد أيام قليلة من محاولة إسرائيل استهداف العاصمة القطرية عبر غارة فاشلة كانت تهدف إلى اغتيال قادة حركة حماس.
فشل الغارة الإسرائيلية وتعزيز المقاومة
الهجوم الفاشل على الدوحة أكد أن إسرائيل لم تحقق أهدافها، بل زاد من عزيمة المقاومة الفلسطينية وصمودها. ويرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد من هذه الغارة عرقلة أي جهود وساطة لإنهاء الحرب، لكنه أدخل إسرائيل في مأزق سياسي وأخلاقي، وفتح الباب أمام تصعيد إقليمي واسع.
الموقف الأميركي بين الاعتذار والدعم
الغارة أثارت حرجًا كبيرًا للولايات المتحدة، الحليف التقليدي لإسرائيل، حيث سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقديم الاعتذار لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدًا قوة العلاقات بين البلدين. في المقابل، واصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو زياراته لتأكيد التزام بلاده بدعم أمن إسرائيل، مما يعكس التباين في الموقف الأميركي بعد الضربة.
القمة منصة لوحدة الصف العربي والإسلامي
أكد المشاركون في قمة الدوحة أن العدوان على قطر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وأجمعوا على ضرورة مقاطعة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها. كما طرحت القاهرة مبادرة بإنشاء جيش عربي أو إسلامي قادر على ردع أي عدوان جديد وحماية السيادة الوطنية للدول العربية.
تداعيات على مستقبل إسرائيل والمنطقة
يرى مراقبون أن الضربة الفاشلة وضعت إسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة، ودفعت المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في سياسات نتنياهو العدوانية. كما باتت فكرة "الدولة الإسرائيلية الكبرى" مجرد وهم، في ظل تصاعد التحالفات العربية والإسلامية التي تسعى لفرض معادلة جديدة تضع حدًا للهيمنة الإسرائيلية.
قمة استثنائية بنتائج تاريخية
نجحت قمة الدوحة في توحيد المواقف، ووجهت رسائل قوية للعالم بأن العرب والمسلمين قادرون على اتخاذ خطوات عملية لحماية مصالحهم. وأصبحت هذه القمة نقطة تحول في مسار الصراع العربي–الإسرائيلي، مع احتمالية فتح الطريق أمام حلول سياسية أكثر جدية، أو في المقابل دفع المنطقة إلى مواجهة أوسع إذا استمرت سياسات نتنياهو التصعيدية.
0 تعليق